أكد رئيس مجلس بلدي الشمالية يوسف البوري أن 150 عريسا الذين شاركوا منتصف الأسبوع الجاري في مهرجان «مودة ورحمة» عندما لجأوا في ليلة العمر إلى الاعتصام أمام مركز المعارض، لم يكن تصرفهم عبثيا أو بداعي الفضول، إنما كانت رسالة للمعنيين في الدولة، وهي رسالة ذات أبعاد مختلفة، متمنيا أن تكون قرئت بشكل واضح من دون أن يشوبها لبس أو زيف.
وأشار البوري إلى أنه «في مهرجانات مماثلة، كان هناك استنفار رسمي على جميع الأصعدة، ما جعل الجميع يتساءل أين هذا كان هذا الاستنفار في مهرجان «مودة ورحمة»؟ فالمحتفى بهم في تلك المناسبات كانوا بحرينيين، وفي عرس «الشمالية» كانوا بحرينيين، فلماذا اختلفت الموازين وغابت مفاهيم العدالة والمساواة؟ أم أن هناك أجندة وخطوطا أخرى بعيدة عن فهمنا وإدراكنا، ولا نملك إزاءها إلا أن نقول (إن في العين قذى وفي الحلق شجا)».
وأضاف «كنت أتمنى ونحن نرى مشهد التجاذبات والاحتقانات المستمرة في (الشمالية)، أن تكون هناك مبادرة ورسالة إيجابية من المعنيين في الدولة لأهالي الشمالية تطمئنهم وتحسسهم أنهم جزأ لا يتجزأ من هذا الوطن، ولا وجود فوارق بين منطقة وأخرى، فالآلاف الذين توافدوا على مصلى العيد في جبلة حبشي كانت لهم قراءات مختلفة، والسؤال الأكبر الآن كي نحافظ على نسيجنا الاجتماعي (كيف نصحح هذه القراءة ونقنعهم بقراءتنا؟)».
وتابع البوري «أتفهم أبعاد قرار يأتي قبل 24 ساعة من إقامة أية فعالية، وإذا عرف السبب بطل العجب، فواحدة من أهم منهجيات المجلس البلدي منذ انطلاقته، هي بناء مزيد من الجسور التي تدعم وترسخ الثقة المتبادلة وتؤصل روابط التواصل الحقيقية، وقدمنا في هذا الاتجاه الكثير من النماذج والخطوات الرائدة، وستبقى هذه المنهجية المهمة أحد مفاصل العمل البلدي، على رغم الإشارات الصادرة والواردة في الأسبوع الماضي، والتي رشحت الكثير لكتابة قراءات مختلفة لا تقاس ولا تضاهي بعض ما يدور في الكواليس والدهاليز».
وذكر أن المجلس البلدي عندما أغلقت أمامه أبواب مركز المعارض فتح له أبناء البحرين الخيرين آلاف الأبواب، مضيفا «ربما كانوا يتصورون أننا سنعيش حالا من الإرباك، ولكن الشيء الذي لم يعرفوه أبدا أن هذا الشعب له وقفات رائعة في اللحظات الحاسمة جدا والتي تتطلب موقفا واضحا وشجاعا».
وفي ختام حديثه، زف البوري التهنئة لجميع العرسان وأهلهم وذويهم، متمنيا لهم حياة سعيدة وأن تكون هذه هي الانطلاقة لمشروعات مماثلة يعتزم المجلس البلدي دعمها ومساندتها في المراحل المقبلة، شاكرا كل من ساهم في إنجاح عرس الوطن الكبير، وخصوصا أهالي الدائرة الأولى، وكذلك الحضور الكبير الذي كان ملفتا للغاية، معتقدا أن هذا التفاعل الكبير كان هدفه رسم البسمة على وجوه العرسان وإنجاح المهرجان نظرا للظروف التي مروا بها، وهذا هو ديدن البحرين في مراحل الانعطافات المهمة.
العدد 1911 - الخميس 29 نوفمبر 2007م الموافق 19 ذي القعدة 1428هـ