أكد عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أن «الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة شهدت وخصوصا في الشهور الأخيرة مزيدا من الانهيار والتدهور الذي ينذر بخطرٍ داهم قد يبدّد مناخ الأمل الحذر والثقة الوليدة، التي بدأت تحيط باحتمالات ترتيب لقاءٍ للسلام في الشرق الأوسط قبيل نهاية هذا العام».
وأضاف جلالته في رسالة بعثها يوم أمس بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني أن ذلك التدهور يسجّل على «رغم الحوار المكثّف الذي شهدته المنطقة العربية، وشهدته الأطراف المعنية مباشرة بهذا النزاع (الفلسطيني الإسرائيلي)، وشهدته المجموعة الدولية هذا العام من خلال جهود اللجنة الرباعية على مسارات مختلفة».
وفي رسالته التي بعث بها إلى كل من أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون ورئيس اللجنة المعنية بالحقوق الثابتة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني وأعضاء اللجنة، أشار جلالته إلى أن انعقاد الدورة الثانية والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة «يتزامن هذا العام مع مرور 40 عاما على الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية الأخرى منذ العام 1967. ولم نعد نحن ولا المجتمع الدولي بحاجة إلى مزيد من الحديث لوصف نتائج استمرار الاحتلال وما حلّ عبر هذه العقود الأربعة من مآسٍ ونكباتٍ إنسانية واقتصادية واجتماعية لم يزل الشعبُ الفلسطيني يعاني من آثارها حتى اليوم».
وأوضح جلالته أن «استمرار الاحتلال الإسرائيلي خلال هذه العقود الأربعة أصبح يشكّل مصدرا دائما من مصادر زعزعة الاستقرار والعنف، ليس فقط في الأراضي المحتلة بل في منطقة الشرق الأوسط على اتساعها، وهو ما يضاعف من مناخ التوتر والتصعيد، ويؤثر تأثيرا مباشرا على مستقبل السلام والأمن والاستقرار الإقليمي».
وأضاف جلالته «لقد وثّقت تقارير الأمم المتحدة بهيئاتها وفروعها ووكالاتها مختلف الجوانب والأبعاد والانعكاسات لسياسة الاحتلال الإسرائيلي وممارساته في الضفة الغربية، وغزة من هدمٍ وتشريدٍ، وعزلٍ وحصارٍ وخنقٍ اقتصادي تمثل بكل المعايير القانونية الإنسانية الدولية انتهاكات صارخة لاتفاقية جنيف الرابعة ولحقوق الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية الخاضعة للاحتلال»، مردفا جلالته «لقد أصبح المجتمع الدولي يدرك عن يقين أن تحقيق الاستقرار والأمن في الدول والمناطق المحيطة بالأراضي الفلسطينية المحتلة إنما يرتبط ارتباطا وثيقا بالتوصل إلى حلٍ عادلٍ لهذا النزاع التاريخي بالوسائل السلمية طبقا للشرعية الدولية».
ولفت عاهل البلاد إلى «أننا إذ نرحب بكل الجهود العربيّة الجادة والمتواصلة من أجل إحلال السلام وإحياء الجهود المبذولة باتجاه تحقيق هذا الهدف المنشود باستعادة الشعب الفلسطيني لكل أراضيه المحتلة في الضفة الغربية وغزة منذ العام 1967، فإننا وفي السياق نفسه نشيد بنتائج المؤتمر الدولي للسلام الذي دعا إليه الرئيس الأميركي جورج بوش الذي نأمل أن تكون المرحلة التي تليه منعطفا جديدا يساهم فيه التعامل بجدية مع القضايا الجوهرية والمسائل العالقة في مسارات عملية السلام».
وأشار إلى أهمية الاستمرار في عملية السلام، مؤكدا «أهمية متابعة ما تمخض عنه هذا المؤتمر من نتائج لإيجاد تسويةٍ سلميةٍ عادلةٍ ودائمةٍ ومنصفةٍ تضع نهاية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ العام 1967، وأن يؤدي إلى إنشاء دولةٍ فلسطينيةٍ مستقلة قابلةٍ للحياة عاصمتها القدس الشريف حتى تتعايش كل دول المنطقة في أمنٍ وسلامٍ بما في ذلك «إسرائيل»، انطلاقا من المرجعيات والمواثيق الدولية ذات الصلة، وفي صدارتها قرارات الأمم المتحدة، والمبادرة العربية للسلام وخريطة الطريق تحقيقا لأسس الشرعية الدولية وإرادة المجتمع الدولي».
وختم جلالته بالقول: «لنعمل بكل قوةٍ وصدق من أجل بلوغ هذا الهدف الإنساني، من أجل إرساء قواعد العدل وإعلاء كلمة الحق والانتصار للشرعية والقانون وإنفاذ إرادة المجتمع الدولي».
العدد 1911 - الخميس 29 نوفمبر 2007م الموافق 19 ذي القعدة 1428هـ