العدد 1910 - الأربعاء 28 نوفمبر 2007م الموافق 18 ذي القعدة 1428هـ

عرب أنابوليس

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

الحمد لله رب العالمين! لقد «أجمع» العرب على الذهاب إلى مؤتمر أنابوليس؛ ليثبتوا للعالم أنهم «جادون في تحقيق السلام»، كما قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، على عكس العقود السابقة التي كانوا فيها «يهزّرون»!

ذهبت مصر، بعد أن غيّرت موقفها المتشائم جدا، إلى متفائل جدا، بعدما التقى رئيس وزراء «إسرائيل» إيهود أولمرت الرئيس المصري حسني مبارك الذي خرج ليبشّر الشرق الأوسط الجديد بحلول السلام.

ذهبت سورية إلى أنابوليس؛ للحصول على الجولان، بعد أن وعدوها شفهيا بطرح قضية الجولان، وبعد خمس دقائق فقط من إعلان الـ «بي بي سي» الخبر عن مسئول سوري، أذاعت تصريح مسئول إسرائيلي ينفي أن تكون الجولان أصلا على طاولة المفاوضات!

في جولة السلام الأولى قبل 16 عاما، كان شامير يضمر في نفسه قائلا: «سأضيع على العرب عشرة أعوام من دون أن يحصلوا على شيء»، على حين ذهب العرب إلى مدريد وهم يدندنون: «إنها محطة محورية في تاريخ النزاع؛ لأنها ستتناول جذور النزاع وقضاياه الرئيسية»!

الأميركيون أطلقوا مسيرة السلام الشامل والكامل والعادل في عهد بوش (الأب)، وواصلها كلينتون، وأعاد إطلاقها بوش (الابن). الثلاثة اجتهدوا في أن يضعوا للعرب خرائط طريق، وإشارات مرور، وجمعوهم بأبناء العم في كامبات ومعسكرات، حتى انتهينا أخيرا إلى جنة «أنابوليس»!

الإسرائيليون كانوا يرسلون دائما أرقّ أنواع الحمام إلى مؤتمرات السلام، من شامير وبيريز، ونتنياهو وباراك، إلى الحمامة الكبرى شارون وأولمرت. كلهم لديهم إنجاز حربي كبير ضد العرب أو الفلسطينيين، يتكلم عن السلام ويده على البندقية. ومشكلتنا مع الإسرائيليين أنهم يغيّرون مفاوضيهم كما يغيّرون أحذيتهم، فخلال 16 عاما غيّروا ستة زعماء! ولذلك لم يكتسبوا خبرة على طريق تحقيق السلام الشامل والكامل والعادل! وكلٌّ منهم كان يتلاعب بإضاعة المزيد من الأوقات الثمينة لوفودنا، كما يفعل الفريق المنتصر في الوقت الضائع من المباراة!

هذه فرصةٌ تاريخيةٌ يجب ألاّ تضيع علينا نحن العرب، وخصوصا أننا اكتسبنا خبرة طويلة في التفاوض مع الإسرائيليين، فالمفاوض الفلسطيني لم يتغيّر، حتى على أيام أبوعمار، كان أبومازن هو الذي يقود المفاوضات السرية قبل مدريد؛ ولذلك سيتمكن من انتزاع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني من بين أسنان أولمرت. والخبرة أكبر عند بقية الوفود العربية، التي كانت تفاوض الإسرائيليين قبل ثلاثين عاما من مدريد، وستبقى تفاوضوها ثلاثين عاما أخرى، فثقوا بوفودكم العربية المجاهدة من أجل السلام!

ثم إنها أفضل مفاوضات يدخلها الجانب العربي؛ لأننا ندخلها بإجماع كامل، ووفق خطة سلام واضحة، اخترناها بأنفسنا وإرادتنا الحرة، ولم يفرضها علينا الاستعمار الغاشم ولا الامبريالية أو الصهيونية العالمية.

تفاءلوا بالخير تجدوه، فالرئيس بوش أطال الله عمره، قال إن السلام العادل والشامل والكامل سيتم قبل نهاية العام 2008، وهو رجلٌ إذا قال فعل! فهو يتحكم في 99.99999 في المئة من مفاتيح الحل، كما يتحكم في خاتم الخطوبة في إصبعه.

مؤتمر أنابوليس اختتم أمس في ميريلاند، وسنعود إلى بيتنا وبيتكم كما قال فخامة رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت، لتنطلق المفاوضات الجادة و «من دون هزار»! وفي أقل من 12 شهرا، سيعود اللاجئون وتعلن القدس عاصمة للدولة الفلسطينية... والحمدلله رب العالمين!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1910 - الأربعاء 28 نوفمبر 2007م الموافق 18 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً