العدد 1910 - الأربعاء 28 نوفمبر 2007م الموافق 18 ذي القعدة 1428هـ

السيطرة والقانون

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

تُحَجَّب المرأة، وتعاني الأمرين من سيطرة الرجل، تحرم المرأة من معظم حقوقها الانسانية فمازالت القوة الجسدية مسيطرة على رغم كل هذا التقدم الحضاري فتُحرم المرأة من قانون الأحوال الشخصية الذي سيكون لها الجناحين اللذين تحتاج إليهما للعبور إلى عالم الحرية، والذي ستتمكن عبره من اتخاذ أهم القرارات بعلاقتها بالرجل الشريك، وهو قدرتها على أخذ الطلاق في حال عدم التوافق.

مازال القانون بيد الرجل ومازال الرجل ممتلكا إصداره. فربما يخاف على حريته الواسعة! ومنعها من الحضانة وشئون أخرى حيوية! خائف في وقف تعدد الزوجات، وانواع المزاوجات الاخرى وبذا قد يصيبه بعض من الضرر والحرمان! والأذى!

مازال القانون قيد الأدراج مسجونا، وتزداد السلاسل سماكة كل يوم. مهما طالبنا بظهوره فمازال يتلكأ في الظهور! على رغم تطبيقه في الكثير من البلدان الإسلامية العربية!

أن تعيش المرأة في حجاب الرجل وباسمه وظله لهو الظلم المجسم. وأن تكون تابعا له حتى اسمها الحقيقي قد لا يذكر إلا بشهادة الميلاد أو شهادة الوفاة! فمنذ الولادة هي ابنة فلان فتصبح زوجة فلان ثم أم فلان! يذكر الرجل وتنسى هي! وينسى اسمها.

أنا لم أتعرف إلى اسمَي جدتي وهما تناديان بأم أحمد، وبالمصادفة كانت كنية الاثنتين أم أحمد حتى انتقلتا إلى رحمة الله، فهما لا كناية لهما إلا بالرجل!

لماذا تصرف طاقات الأمة ومجهوداتها على قضايا هامشية وغير ملحة، حتى نبدو للعالم أن الحضارة والتقدم والعلوم، هي ليست من أولويات شئوننا!

لماذا نحن مهمومون بأمور جانبية من بينها تحريم «صبغ الأظفار»؟

ومع ذلك فهي تسوق السيارة! كيف نجوا في ذلك؟ هل هو الخوف الشديد والبأس اللذان يقلبان ذلك الكائن الجميل المنظر إلى منظر كئيب وغير مريح للأنظار وتحويل الفنانات إلى الاعتزال والجلوس في البيوت وتحريم الفن والموسيقى... إلخ؟

هل كتب على هذه الأمة المسكينة أن تتواصل معاناتها ويلازمها العنف والقهر، وتبقى مسجونة داخل جدران وهمية لا أساس لها من الصحة؛ بمواقفَ ضعيفة مهلهلة لا تصلح إلا إلى إرجاع بلادنا سنوات وعقودا طويلة من التخلف والركود؟

لابد لنا من وقفة تأمل، ولابد من محاربة التعصب في التعامل مع المرأة. أين هم النجوم المثقفون من رجال الدين المتنورين الذين عاصروا بل تربروا على أيدي أمهات مثقفات؟ أين هي أصواتهم؟

لابد من تغذية هذه الحضارة بأفكار واضحة وصرحية تقدمية تتماشى مع ما وصلت إليه من طبيبات وعالمات وماهرات في كل الأمور الحياتية! يجب تحفيز دور المساندين للتقدم وإبراز وجهة النظر الصحيحة في هذا المجال، ولابد من التحرك السريع للإعتراف بمساواة المرأة بالرجل!

كيف لنا بهذا الصمت والتواطؤ في تأخر المرأة ووضعها في المرتبة الثانية دائما على رغم تفوقها العلمي في كل الحقول التعليمية في البلاد وحصولها على الدرجات الأعلى منذ سنوات كثيرة في المدارس والجامعات؟ أما آن الأوان لإسنادها بقوانينَ حقيقية واضحة وصريحة لحمايتها من الابتزاز والخنوع والخوف مما سيأتيها في المستقبل؟

علنا نصحو! ونساهم في الرفع من شأنها ووضعها في مكانها اللائق والصحيح!

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 1910 - الأربعاء 28 نوفمبر 2007م الموافق 18 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً