«طنان» تشكيلي ... وأرجو من المصحح أن يتركها كما هي بحرف «الطاء» لا «الفاء»، مكانه الطبيعي مصحّة نفسية لا كادر فيها ولا نزلاء سواه. فارغ يذكّر ببئر مهجورة بعد طول مسير!. متخم كتاجر سلاح، أو مقامر، أو مبيّض أموال. قزم بحجم الكائنات اللامرئية. سطحي كثري يتحدث عن العذاب!.
دأب «النكرة» في حال من استفحال الإلغاء لديه، يقصي من يشاء ويلغي من يشاء، استنادا إلى علاقات لن توصله في نهاية المطاف إلى بر الأمان كما يتوهم، خصوصا مع تنامي تطاوله على خلق الله هنا وهناك.
أحتفظ بتسجيل صوتي خاص - يعرف تفاصيله - تفوه فيه بشتائم في إحدى حصصه الفارغة المليئة بالجَلد والشتائم والإهانات لعدد ممن ساقهم القدر ليتعلموا بين يديه لا شئ، سوى الصبر على جَلده وشتائمه وإهاناته.
هذا «الشيء» جنح به مرضه وهوسه حد الاعتقاد بأنه الأوحد في بلاد الله من حيث الموهبة. يكفي متابعة لقاء أخير أجري معه لتتضح مساحة الشوفينية و «الأنا» المتضخمة لديه. مشروعه التشكيلي» فارغ كرأسه، وصادم (بمعناه السلبي) وجارح كأخلاقه. لا يتورع عن شتم نفسه في (حال صفاء ذهني نادر) لأنه يستحق ذلك!!!.
قبل عامين التقيت زميلا له، لا يريد أن يكون زميلا له، وعلى استعداد إلى فتح ورشة للسيارات إذا كانت ستنقذه من مستنقع التسمية. اسرَّ لي بأمور تتعلق بحال السادية التي تنتابه في التعامل مع زملاء الممارسة والتجربة والصحافيين. حال من جنون مصطنع تنتابه ليبرر بعدها الحالة بالفن واستتباعاته!. «يلعن أبو فن» يورّث هكذا أخلاق وقيم. واللعنة على اليوم الذي ينتسب فيه أمثال هذا النكرة إلى الفن!.
المطلعون على مشروعه التشكيلي «الفارغ» ممن لا يعانون مشكلات معه يؤكدون أن «النفر» نسّاخ بامتياز لعدد من الأعمال الفنية التي يحوّرها وينسبها إلى نفسه! البعض منهم يؤكد أن تحويره ساذج إلى درجة الاستلقاء على القفا والدخول في دوامة من الضحك الهستيري.
اعتقاد «المريض» بأن الأمة كل الأمة جاهلة، ولا اطلاع لديها على مسار المدارس والفن التشكيلي والصرعات الجديدة، يفتح شهيته لتوهم أنه أتى بما لم يأت به الأولون والآخرون في هذا المجال، من دون أن ينسى ممارسة هوسه وإشاعة أمراضه في الوسط الذي يتحرك فيه ومن خلاله.
حرس الخراب
الى أولئك الذين لا يحسنون صنعا في الحياة سوى تسميم هذه الحياة بنوايا وحضور كأنه الطامّة!.
تظل تمد يدا ملؤها الحب والخير ... يدا تريد فقط ألا يقطعها أولئك الذين يتلقون منها العميق والصميم من المواقف ... لكأن الإحسان الى الناس اليوم ضرب من الانتحار المجاني وذهاب الى التهلكة والمرء بكامل قواه العقلية... لكأنك بما تشيعه في دنيا الناس من حب وأثرة وصنيع لا ترجو من ورائه جزاء ولا شكورا ، لكأنك محض وباء بعد انتهاء دورك ... وبعد أن يسمن الذين يعانون من هزال في الروح والمواقف ينبرون طعنا وغدرا وخيانات لا حصر لها. ولكن هل تدفعك مثل تلك المواقف إلى الكفر بما عودت وربيت ووطنت نفسك في سبيله؟ هل يحيلك أولئك البشر وأشباه البشر الى صدى بعد أن كنت صوتا والى ظل بعد أن كنت الباعث لذلك الظل؟. ستكون بذلك أسهمت في تعميم حال هي أول وآخر مطامحهم لتحويل هذا الكوكب الى مختبر للانتحار والذهاب الى التهلكة... وتحويله على مختبر للعنات!.
***
أعلم ان محاولة تغيير بشر بتلك المواصفات يعد ضربا من الحرث في الماء... اذ ليست تلك هي المسألة ... المسألة في مدى امكانات تغيرك أنت ... انجذابك الى محرقة لا تبقي ولا تذر ... أو لأقل قد تبقي ولكنه بقاء لا يختلف كثيرا عن حضور جثة سرعان ما يتكفل بتحللها واندثارها الزمن بكل هوامه ودوابه!.
العدد 1910 - الأربعاء 28 نوفمبر 2007م الموافق 18 ذي القعدة 1428هـ