افتتح ولي العهد رئيس مجلس التنمية الاقتصادية سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة أمس (الأحد) بولتكنيك البحرين التي تعد المبادرة الثالثة من مبادرات المشروع الوطني لإصلاح التعليم. وفي الحفل أعلن الرئيس التنفيذي لبولتكنيك البحرين جون سكوت أن الطاقة الاستيعابية لهذه المؤسسة التعليمية ستصل إلى 5000 طالب بحلول العام 2013.

من جانبه، أعلن الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة أنه وخلال الشهر الجاري سيتم إعلان المبادرة الرابعة من المرحلة الأولى والتي تشمل إطلاق هيئة ضمان الجودة.

عام ونصف العام لتقييم المبادرات الوطنية الأربع... خلال افتتاح ولي العهد لها أمس

5000 طالب في بولتكنيك البحرين عام 2013

مدينة عيسى - زينب التاجر

افتتح ولي العهد رئيس مجلس التنمية الاقتصادية سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة يوم أمس (الأحد) بولتكنيك البحرين والتي تعد المبادرة الثالثة من مبادرات المشروع الوطني لإصلاح التعليم.

ومن جانبه أعلن الرئيس التنفيذي لبولتكنيك البحرين جون سكوت على هامش الحفل عن أن الطاقة الاستيعابية لها ستصل إلى 5000 طالب بحلول عام 2013، في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة عن أنه خلال الشهر الجاري ستيم إعلان المبادرة الرابعة من المرحلة الأولى والتي تشمل إطلاق مبادرة هيئة ضمان جودة.

وأضاف أن لجنة المشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب ستعكف خلال عام ونصف العام المقبل على تقييم المبادرات الأربع.

وبهذه المناسبة هنأ ولي العهد القائمين على «بولتكنيك البحرين» بافتتاح هذا الصرح التعليمي، واعتبره خطوة من شأنها أن تضيف بعدا آخر وآفاقا جديدة للتعليم التطبيقي التخصصي في مملكة البحرين.

وأكد سموه أن هذا النوع من التعليم كان واحدا من القطاعات التي عملت لجنة تطوير التعليم والتدريب على دراستها بشكل مستفيض في إطار إيجاد مؤسسة تعليمية تطبيقية تعمل وفقا للأساليب العلمية والعملية، منوها إلى أن التوسع في التعليم التطبيقي من شأنه أن يسهم في تحقيق الأهداف والتطلعات المنشودة في تلبية متطلبات سوق العمل من الكوادر الوطنية المؤهلة التي تتمتع بالمهارات العالية المستندة على القاعدة الأكاديمية.

ومن جانبه أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة خلال كلمة ألقاها في حفل الافتتاح عن أن الأيام المقبلة ستشهد تدشين مزيدا من المبادرات لتطوير قطاع التعليم بمختلف محاوره، لافتا إلى أن مبادرة بولتكنيك البحرين تستلهم أهدافها من مشروع إصلاح الاقتصاد الوطني، ومن حلم كل بحريني في غد أفضل يأتي في إطار الرؤية الاقتصادية للمملكة 2030 الهادفة إلى التطوير الشامل لمستقبل البحرين وتقدمها وتحقيق الحياة الكريمة لأبناء شعبها والأجيال المقبلة.

وأشار إلى أن الهدف من إنشاء «كلية البحرين للمعلمين» قد جاء لتمهين المعلم وتمكينه من أداء رسالته وفق إطار تخصصي، في الوقت الذي جاء تأسيس بولتكنيك البحرين بهدف تدريس وتدريب الكوادر البحرينية وتزويدهم بالتخصصات والمهارات والخبرات التقنية التي تمكنهم من دخول سوق العمل، وملء فرص العمل التي يوفرها بما يمكنهم من الحصول على أجور مجزية تؤمن لهم ولعائلاتهم المستوى اللائق والحياة الأفضل.

وذكر أن تجربة التعليم الفني والتقني ليست بجديدة عن البحرين التي وعت أهميته منذ ثلاثينيات القرن الماضي نظرا لارتباط مخرجاته بسوق العمل منذ ذلك الوقت حينما تم افتتاح مدرسة الصناعة.

وأضاف أن التعليم الفني استمر في التطور والنمو عندما تم تأسيس كلية الخليج الصناعية عام 1968، وتحولت فيما بعد إلى كلية الخليج للتكنولوجيا التي تخرج منها عدد كبير في تخصصات مختلفة وهم يتبوءون اليوم مراكز قيادية سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، فضلا عن وجود معهد البحرين للتدريب والذي بدأ برامجه التدريبية منذ أغسطس/آب العام 1992 ويقوم حاليا بتدريب أعداد كبيرة من الدارسين والموظفين والعاملين في تخصصات مختلفة ذات ارتباط مباشر بسوق العمل.

واعتبر هذه المبادرة أشبه بتجربة ريادية في العالم من شأنها أن تسهم في صناعة التقدم في عدد من الدول، وأن الاستفادة من التجارب العالمية الناجحة، واستمرار فتح آفاق المعرفة الدولية للأمم التي سبقتنا في هذا المضمار، يشكل حاجة وطنية للبولتكنيك في البحرين.

وأكد أن البرامج الأكاديمية العملية التي ستوفرها بوليتكنك البحرين للدارسين فيها من خلال المناهج الدراسية التي وضعت بمشاركة مؤسسات استشارية عالمية والقطاع الخاص في مملكة البحرين ستمكنهم من الحصول على شهادات الدبلوم والبكالوريوس وتزودهم بالمهارات الفنية والتقنية والخبرات العملية التي سيكتسبونها أثناء تدريباتهم العملية لدى المؤسسات الاقتصادية الكبرى.

وبين أن مبادرة بولتكنيك البحرين هي حكومية من حيث التأسيس والإشراف، مستدركا أن للقطاع الخاص دور كبير في إنجاحها وهو مدعو للمشاركة في إتاحة فرص التدريب العملي للطلبة وصقل مهاراتهم ومن ثم توفير فرص العمل التي تتناسب مع تخصصاتهم العلمية وخبرتهم العملية التي يحتاجها سوق العمل في مملكة البحرين وخارجها.

وشدد على أن بولتكنيك البحرين ستلتزم بتوفير بيئة تركز على التعلم العالي الجودة، من خلال التميز في الأداء بالنسبة إلى الطلبة والمدرسين في الكلية، والمرونة والابتكار بغرض استفادة الطالب من الوقت والمكان والسرعة والأسلوب، مع مراجعة منتظمة للتوجهات الإستراتيجية وذلك بالتعاون مع الشركة الاستشارية النيوزلندية (PINZ) التي شاركت في تأسيس وتطوير عدد من المعاهد التقنية والفنية في نيوزلندا ودول أخرى وذلك تحقيقا لأهداف إنشائها وفقاَ لأعلى المعايير العالمية ومن خلال الاستعانة بالخبرات الدولية، منوها إلى أن كل ذلك تم من خلال التركيز على عملية التعلم التطبيقية الفعالة بمساندة مجموعة شاملة من تقنيات ومواد التعلم لضمان اكتساب المهارات التقنية اللازمة ومعرفة الأفضل في مجالات تخصصات الدارسين.

ودعا نائب رئيس الوزراء القطاع الخاص للمشاركة في إتاحة فرص التدريب العملي للطلبة وصقل مهاراتهم ومن ثم توفير فرص العمل التي تتناسب مع تخصصاتهم العلمية وخبرتهم العملية التي يحتاجها سوق العمل في مملكة البحرين وخارجها.

وحضر حفل الافتتاح نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس لجنة تطوير التعليم والتدريب الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة ، وعدد من الوزراء وأعضاء مجلس لجنة فريق عمل المشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب والعديد من مسئولي الحكومة، والضيوف من القطاع الخاص بالإضافة إلى الفوج الأول من طلاب البولتكنيك والهيئة التدريسية.

يذكر أن مبادرات إصلاح التعليم الوطنية تعتبر جهدا مشتركا للعديد من المؤسسات الحكومية تحت بالشراكة مع وزارتي التعليم والعمل ومجلس التنمية الاقتصادية والعديد من الجهات الأخرى من القطاع العام والخاص والمجتمع المدني. وتركز مبادرات إصلاح التعليم الوطنية على أربع مبادرات رئيسية هي: تطوير مهارات المعلمين من خلال تأسيس كلية البحرين للمعلمين، وتأسيس هيئة مستقلة لضمان الجودة لمراقبة جميع المؤسسات التعليمية في المملكة ووضع امتحانات وطنية للمدارس، وتأسيس بولتكنيك البحرين لتلبية احتياجات سوق العمل، وتطوير برامج التعليم الثانوي المهنية لتوفير تعليم تطبيقي وعملي للطلاب، وأخيرا برنامج لتطوير المدارس يركز على تحسين أداء المدارس الحكومية في المملكة.

تمتد لست أعوام

خطة استراتيجية لإشاعة «ثقافة البولتكنيك»

أعلن الرئيس التنفيذي لبولتكنيك البحرين جون سكوت على هامش الحفل عن أن الطاقة الاستيعابية لها ستصل إلى 5000 طالب بحلول عام 2013، لافتا إلى وجود خطة إستراتيجية تمتد لست أعوام يتم من خلالها إشاعة «ثقافة» التعلم التقني الأكاديمي الذي تقوم عليه «بولتكنيك البحرين».

وقال: «يعتبر تأسيس بولتكنيك البحرين خطوة شجاعة تدل على رؤية مستقبلية طموحة. وقد قمنا بوضع خطة إستراتيجية لستة أعوام لضمان أن تصبح كليتنا حجر زاوية حقيقي في الإصلاح الاقتصادي في البحرين. حيث ستطور وتوفر البرامج التعليمية التي تلبي احتياجات الاقتصاد والمجتمع البحرينيين. كما نخطط بدعم من مجلس التنمية لإعادة تطوير حرم مدينة عيسى الجامعي ليتحول إلى بيئة تعليمية متطورة تلبي احتياجات الطلاب والمجتمع وتعكس توقعات بيئة العمل. وترتكز مفاهيم الحرم الجامعي الجديد على توفير مرافق عالمية المستوى تعكس رؤية صاحب السمو ولي العهد لكليتنا».

هذا وأتاح سكوت الفرصة لعرض شريط فيديو يتناول تاريخ مملكة البحرين في التعليم التقني والذي بدأ بافتتاح كلية الخليج للتكنولوجيا في سبعينات القرن الماضي وتخريج أفواج من الرواد الصناعة والتجارة ومن ثم تأسيس لجنة المشروع الوطني لتطوير وإصلاح التعليم والتدريب ومد جسور التواصل وتفعيل الشراكة بين القطاع العام والخاص، ليعلن في السادس من يوليو/ تموز الماضي بمرسوم ملكي تأسيس «بولتكنيك البحرين» بعد زيارة 31 مدرسة وإجراء مسح على الطلبة تمخض عنه رغبة 5000 طالب بالدراسة فيها، وتقدم 1200 طالب لامتحانات قبولها لتنطلق الدفعة الأولى بـ 220 طالبا وطالبة في الرابع عشر من سبتمبر/ أيلول الماضي.

...وللطلبة كلمة

وأبدى الطلبة المسجلون في الكلية سعادتهم بالالتحاق بالكلية، وقال الطالب علي العلوي الذي يدرس شهادة الدبلوم العالي في اللوجستيات والنقل والشحن: «انضممت إلى الكلية لما تعده بمستقبل أفضل لخريجيها وذلك لارتباطها بمتطلبات سوق العمل. التخصص الذي أدرسه حاليا فريد في البحرين ودول المنطقة، وهو سيؤهلني للالتحاق بصناعة الموانئ المتطورة والواعدة، ولاسيما أن البحرين تعمل حاليا على إنجاز ميناء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة الذي سيكون في حاجة لمتخصصين في هذا الحقل».

وقام سمو ولي العهد بجولة تفقدية لمباني الكلية ومكاتبها وغرفها التدريسية. كما تبادل سموه الحديث مع طلاب الكلية وهيئتها التدريسية عن أهدافه وتطلعاته لبوليتيكنك البحرين.

الشيخ محمد: إطلاق مبادرة «هيئة الجودة» الشهر الجاري

أعلن الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة عن أنه خلال الشهر الجاري ستيم إعلان المبادرة الرابعة من المرحلة الأولى والتي تشمل إطلاق مبادرة هيئة ضمان جودة.

وأضاف أن لجنة المشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب ستعكف خلال عام ونصف العام المقبل على تقييم المبادرات الأربع. وأكد أن دور لجنة المشروع الوطني للتعليم والتدريب فيما بعد المبادرات سيدور حول متابعة سير المبادرات الأربع وفق الرؤية الإستراتيجية الوطنية 2030 وتقيمها، لافتا إلى أن الدعم الحكومي من شأنه أن يذلل أي عقبات وصعاب وتحديات لتحقيق الهدف المنشود وهو رفع مستوى معيشة المواطن من خلال تدريبه وتأهيله لتقلد المناصب العليا.

وفيما يتعلق بالشراكة بين القطاع الحكومي والخاص في تطوير التعليم، لفت إلى أن هناك لجنة استشارية تضم كلا من القطاع الخاص والعام وتجتمع بصفة دورية وتعكف على تقييم البرامج المطروحة في بولتكنيك البحرين