من أنتم أيها الثلاثمئة شاب وشابة؟ من أنتم حتى يفتح لكم المركز الدولي للمعارض ذراعيه ويحتضنكم في أجمل ليلة من أجمل ليالي عمركم؟ وهل كنتم تتوقعون أن تملأ الألعاب النارية سماء مركز المعارض احتفاء واحتفالا بكم؟

من تكونون؟ وهل بينكم ابن وزير حتى مدير أم هل بينكم من له صلة ولو من بعيد بأصحاب الجاه والنفوذ؟ كلكم أيها العرسان والعرائس لا تصل رواتبكم مجتمعة إلى راتب مستشار حكومي مرموق تجلبه الحكومة من أقاصي الأرض، كل ذلك وتريدون إحدى صالات مركز المعارض لتحتفلوا بما تسمونه «زواجا جماعيا» تحت عنوان «مودة ورحمة»؟

رحم الله امرئا عرف قدر نفسه! كان يجب عليكم أن تعرفوا مسبقا أن ابتساماتكم العريضة التي زينت «مصلى العيد» مساء الإثنين الماضي لا تساوي عفطة عنز في نظر المسئولين، وأن فرحة أهليكم وذويكم بكم يوم زفافكم لا تحرك مشاعر المسئولين الذين تسابقوا في التنصل من المسئولية فهم مسئولون عن كل شيء في الوجود، إلا أنهم فجأة أصبحوا غير مسئولين عن شيء؛ حتى لا تدخلوا مركز المعارض ليلة زفافكم!

أم لأحد العرسان تحدثت معي! وقالت: «لي سؤال واحد: ماذا لو طرد ابنك العريس من موقع عرسه قبل ليلة الموعد بأيام؟». وأنهت مكالمتها ببكاء انقطع معه الاتصال، أجبتها مع نفسي بسؤال آخر: «هل جرحوا ثلاثمئة أم؟ لا أكبر من أن تشعر أنك لا شيء وأنك صفر في عيون مؤسسات الوطن! وأن فرحتك التي هي أجمل ذكرى في حياتك لا تستحق أن ينهض مسئول واحد ليقول: إن الوطن يشارك هؤلاء فرحتهم وأم مركز المعارض بكل إمكاناته في خدمتهم، ومضى الأمر وكأن شيئا لم يكن!

أيتها العرائس! وأيها العرسان! أزف لكم تهنئتي بنصيحة أتمنى أن أكون بها نصوحا لكم: سيرزقكم الله البنين والبنات ما ينسيكم «طريدة الحكومة» من مركز المعارض، ولكن إذا كبروا وبلغوا مبلغ الرجال والنساء فلا تنتظروا من «الحكومة» أن تنثر على رؤوسهم الورد والمشموم والياسمين، وتفتح لهم مؤسساتها التي هي مؤسسات الوطن، وتحتضنهم وتفرش لهم السجاد الأحمر، فكل ذلك مدخر لأبناء الكبار وهم غيركم، وأما أنتم فـ «مصلى العيد» ينتظركم، وإياكم أن تمدوا لحافكم على غير مقاس أرجلكم، واحذروا من النظر إلى ما يبعد عن أقدامكم! وألف مبارك!