بحسب تصريح وزير الأشغال والإسكان المنشور في الصحف المحلية يوم أمس (الثلثاء)، فإنه «من المتوقع أن يصل عدد الطلبات الإسكانية إلى أكثر من 50 ألف وحدة سكنية، الأمر الذي يتطلب العمل على بناء ما يقارب من 15 ألف وحدة سكنية خلال الأعوام من 2006 إلى 2010 حتى يتم تقليص فترة الانتظار للحصول على الخدمة الإسكانية اللازمة».
وقبل أيام، صرح النائب سيد مكي الوداعي بأن نحو10 آلاف مجنس تقدموا بطلباتهم للاستفادة من الخدمات الإسكانية في العام 2006 فقط، أي من المتوقع جدا أن يزيد العدد خلال الأعوام المقبلة، عوضا عن عددهم خلال الأعوام التي سبقت 2006، إذا وضعنا في الاعتبار أن الحصول على وحدة سكنية تحديدا يتطلب الانتظار لسنوات وصلت عند البعض من حملة الجنسية الأصلية إلى 10 و15 سنة؟!
كان توجيه سمو رئيس الوزراء بتخصيص أراضٍ لبناء الوحدات السكنية وبالتالي تقليص فترة الانتظار، شيئا أثلج صدر الشعب، وخصوصا الفئة التي أفنت عمرها في الانتظار... ولكن ما جاء على لسان الوداعي أثار القلق والشكوك فيمن ستكون له الأولوية في الاستفادة من الخدمات الإسكانية: السكان الأصليون أم الجدد؟!
ما يبدد الأمل أيضا، عكسه طلب المواطنة ابتهال سلمان تحويل جنسيتها الأصلية (القديمة) إلى «الجنسية الجديدة»، وهو الموضوع الذي انفردت «الوسط» بنشره على صفحاتها يوم الخميس الماضي. ابتهال هي أنموذج لكثيرين غيرها باتوا يرون في الجنسية الأصلية «عتة، قديمة، لا فائدة من ورائها»، وفي «الجديدة» ثروة يجب اغتنامها! ولِمَ لا، والواقع يشهد بالكثير لصالح الأخيرة ضد الأولى!
منذ سنين، والمواطنون يجأرون بالمطالبة بتوفير أبسط حقوقهم التي ترفع عنهم ذل الحاجة وتكفل لهم العيشة الراضية وليست المرفهة. سنون وهم يطالبون بعمل، وبراتب يسد الرمق، بسكن، بتعليم نافع، بعلاج يثقون فيه... إلخ. سنون مضت وإلى اليوم وهم في انتظار أو مازالوا يطالبون بل ويتوارثون المطالبة بالحقوق نفسها، فليس من المستغرب أن تثار حفيظتهم حينما يذهب حصاد المطالبة الطويلة إلى أناس لا تربطهم بهذه الحقوق سوى أنهم للتو حصلوا على الجنسية البحرينية!
الواقع المر تعكسه أيضا «قفشات مرة» باتت منتشرة، منها أن البحرينيين الأصليين أخذوا يتعارفون على غيرهم إن كان بحرينيا أصيلا أم جديدا بسؤالهم: بحريني هو ذاك أم «بهريني»؟ (الأخيرة تعني كل حامل للجنسية الجديدة أيا كانت جذوره التي تبرأ منها)، وما «يبط الكبد» أكثر، ما يتناقل عبر تقنية «البلوتوث» ومنها أغنية «بهريني، أنا بهريني. بهرين بلد أجا (زين)، يقدر يجيب بجا (أولاد)»، في إشارة واضحة لسهولة الحصول على الجنسية البحرينية «الجديدة» وتوارثها، والمقطع الذي لا يستحضرني نصه يشير إلى المزايا التي يتمتع بها أولئك «الجدد» على حساب الأصليين.
فليس عجبا إذا إن طالبت ابتهال (الشعب/ الفئة المقهورة)، بالجنسية «البهرينية»، طالما ستستطيع التمتع هي وكل من ينحدر عنها ومن تنحدرهي عنهم، بكل ما حرم منه حملة الجنسية الأصلية الذين استسلم بعضهم بالقول «إذا هم عاجبينكم وما بتوقفون تجنيسهم، ساوونا بهم على الأقل»!
إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"العدد 1908 - الإثنين 26 نوفمبر 2007م الموافق 16 ذي القعدة 1428هـ