لم أستطع أن أخفي على صاحبي المثقف من إحدى الدول التي تُصدِّر إخوتنا «البحرينيين» من ذوي الأصول العربية إلى هنا، مدى إعجابي بأخلاق شعب بلده الرفيعة، على عكس ما نشهده ونعانيه من سلوك بعض أبناء بلده «الموفدين» إلى المنامة.
صاحبي أجاب على هذه المفارقة بابتسامة ساخرة، أتبعها بالقول: أعرف ذلك، والسبب أن حضارة بلدكم تغري البعيدين عن الحضارة، و«الموفدون» إليكم جلُّهم من بسطاء ومعوزي المناطق النائية عن الحضَر الذين لم يختلطوا بحياتنا المدنية أبدا. هذه المعلومة وإن لم تكن جديدة، إلا أنها جاءت مفاجئة على لسان ابن البلد الذي مازالت تربطني به علاقة وثيقة بلورتها أخلاقه الرفيعة (أولا).
ما يشاع هذه الأيام عن اعتزام عدد من أبرز الشخصيات في منطقة يقطنها مسئولون كبار، رفع رسالة «عاجلة» إلى القيادة السياسية للحيلولة دون تفاقم خطر الاعتداءات المستمرة من قبل «البحرينيين» (من ذوي الأصول العربية)، يوحي - إنْ صَدَق - بمدى تفاقم الوضع وانقلاب السحر على الساحر جراء السلوك الطائش الذي تبرزه عناوين الصحف يوميا عبر قضايا أمنية لم تعهدها البحرين.
لست متفائلا بالتجاوب مع رسالة تحذيرية كهذه لو حصلت فعلا، حتى لو كانت من قِبل شخصيات مقربة من السلطة، لأن من يقفون وراء هذه السياسة البغيضة ورّطوا الدولة في مشروع دنيء، بدأ أبناء المناطق المأهولة بهم (أولا) يحصدون أضراره، ولا مناص من استمراره وتحمّل مضاعفاته على ما يبدو.
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الميرزا"العدد 1908 - الإثنين 26 نوفمبر 2007م الموافق 16 ذي القعدة 1428هـ