يجب أن يكون من أولويات عمل رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم الشيخ سلمان بن إبراهيم في الأيام المقبلة الدعوة للمّ شمل لاعبي المنتخب الوطني والوقوف على مسببات ابتعادهم ولن نقول «اعتزالهم»، فما حدث في الماضي سببه إشكالات قانونية وضعف في الإدارة وتخبط في اتخاذ القرارات، وتلك كانت أسباب واضحة وجلية لن نعيد تكرارها، ولكننا - بطبيعة الحال - نحمل مسئوليتها مجلس إدارة اتحاد الكرة.
فأبناء الوطن لاعبو المنتخب الوطني الأول وهم: علاء حبيل وطلال يوسف وحسين بابا وحسين علي «بيليه» وعبدالرحمن عبدالكريم وبقية زملائهم نجوم المنتخب الأول هم ثروة من ثروات الوطن، وبهم حققت البحرين نتائج كروية مشرفة، وهؤلاء اللاعبون غالبية أعمارهم صغيرة وعطاؤهم مازال زاخرا، والدليل ما يقدمونه حاليا في أنديتهم الخليجية التي يلعبون لها، لذلك فالحنكة والخبرة والتجربة مطلوبة في المرحلة المقبلة من تصفيات كأس العالم لكرة القدم.
ومن منطلق حبنا للوطن والخوف على اسمه ومكانته التي بدأت تتدهور كرويا؛ بسبب نتائج المرحلة الماضية، نطالب - بشدة - بأن يكون لرئيس الاتحاد دور فعال وقوي في لم شمل اللاعبين وتطييب خاطرهم، فالمؤتمر الصحافي الذي عقده المدرب ماتشالا بعد سقوطنا في كأس آسيا وتهجمه على اللاعبين واتهامهم بالتقصير سبب شرخا كبيرا أثر على نفسية اللاعبين وأصابهم بالإحباط؛ لأن المتعارف عليه في مثل هذه المؤتمرات أن يقول المدرب انه من يتحمل المسئولية لأنه - وهو أعلم كخبير - من وضع الخطة واللاعبون كانوا يعملون على تنفيذها... وكلنا شاهد الخطة الفنية «الغلط» التي لعب بها أمام السعودية، إلا أنه هاجم اللاعبين بشكل مزعج وغير حكيم!
فنحن في «الوسط الرياضي» مؤمنون إيمانا راسخا بقدرات لاعبينا، كما هو إيماننا بأن اللاعبين المجنسين هم مثل الفقاعات أو سحابة سوداء ثقيلة الظل مهما طال الزمن ستنقشع، وأنهم يشاركون مع المنتخب من أجل مصلحة شخصية ولتحقيق أغراض شخصية لا علاقة لها بحب الوطن، ولكن - للأسف - وهذه الكلمة أضع تحتها أكثر من خط أحمر، عجز اتحاد الكرة عن التعامل مع هذه الظاهرة وفقد صدقيته في الكثير من المواقف التي كانت تتطلب تفسيرا قانونيا واضحا لمشاركتهم، كما عجزت أنديتنا عن التصدي لتلك الظاهرة، وأصبح الجميع مسئولا أمام الرأي العام في تحمل هذه الكبوة التي فعلت فعلتها في المرحلة الماضية، فخرجنا صفر اليدين من دورة كأس الخليج بالإمارات العربية وصفر اليدين من كأس آسيا وتصفيات اولمبياد بكين... فهل يرضى رئيس الاتحاد أن نخرج من تصفيات كأس العالم من الدور المقبل بعد أن كان لمنتخبنا «رنة وشنة» في تصفيات كأس العالم الماضية؟
فأنا أخاطب رئيس الاتحاد شخصيا وأقول له أنت أعلم بما حدث لمنتخبنا ولأولادنا اللاعبين في المرحلة الماضية، كما أنك أعلم بتخبطات الجهاز الفني الذي يقوده المدرب «الخبير» ميلان ماتشالا سواء في المنتخب الأول أو الأولمبي، ومن الخطأ التهاون في التجاوز عن هذه الأخطاء، والقول ان اتحاد الكرة لا يتحمل مسئولية عقد المدرب ودفع رواتبه لا يعفيكم من المسئولية أو تحمل الخطأ سواء أمام الجمعية العمومية أو أمام التاريخ الذي سيسطر مسيرة تاريخ كرة القدم البحرينية. لذلك فأنت يا رئيس الاتحاد الأقدر على وضع الأمور في نصابها ووضع النقاط على الحروف وتجاوز الخطأ بحكمتك ودرايتك وبتحمل المسئولية الملقاة على عاتقك.
وأؤكد مجددا أن حب الوطن وحب منتخبه واجب علينا جميعا كمواطنين زرعنا في ترابه، ولكن واجبنا محاربة الخطأ والتصدي له؛ لأن هذه الأرض مسقط رأسنا وأجدادنا، وبالتالي أطالب رئيس الاتحاد بأن يكون أول من يتصدى لكل خطأ سواء يقع في المنتخبات أو داخل أروقة اتحاد الكرة... فاللاعبون المجنسون راحلون والمدربون المحترفون راحلون ويبقى في الأخير اللاعب المواطن الكفء.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 1908 - الإثنين 26 نوفمبر 2007م الموافق 16 ذي القعدة 1428هـ