فشل لبنان للمرة الثانية في تاريخه الحديث في انتخاب رئيس ضمن المهلة الدستورية المحددة، وغادر الرئيس السابق اميل لحود قصر بعبدا قبل أيام، فيما لايزال الفرقاء يبحثون من دون جدوى عن رئيس توافقي. ولم يتم انتخاب رئيس لبناني في نهاية عهد الرئيس السابق أمين الجميل العام 1988، وأقدم الجميل على تشكيل حكومة انتقالية برئاسة العماد ميشال عون الذي كان آنذاك قائدا للجيش. وتلت ذلك سنتان من الحروب قبل أن تحصل انتخابات جديدة. واليوم وبعيدا عن الحروب الأهلية يجد لبنان نفسه في خضم أزمة يلعب العامل الخارجي فيها دورا أكبر من العامل الداخلي وهنا تكمن المصيبة. ويزيد الأمر سوءا انشغال الجهات المعنية بالوضع في لبنان عربيا ودوليا بالتحضير لمؤتمر أنابوليس للسلام في الشرق الأوسط، الأمر الذي يجعل الأزمة اللبنانية في المرتبة الثانية للأولويات الراهنة. التحديات التي تمر بها المنطقة ولبنان في بؤرتها تحتم على الجميع العمل بقلب واحد على رغم اختلاف التوجهات السياسية من أجل الحفاظ على استقرار وأمن لبنان الذي يعيش حال فراغ دستوري نأمل ألا يطول. ومن الواضح أن الجميع في لبنان يتمسك بضبط النفس حاليا لعدم إعطاء الفرصة للآخر لتسجيل موقف عليه، ويبقى مصير لبنان معلقا عقب موجة الاغتيالات وحرب نهر البارد الأخيرة في انتظار نتائج مؤتمر أنابوليس. فإذا حدث تقدم في الملف السوري اللبناني فقد نشهد تهدئة في بيروت، وإذا حدث العكس فإن لبنان مقبل على صفحة تصعيد جديدة لا سمح الله.
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 1907 - الأحد 25 نوفمبر 2007م الموافق 15 ذي القعدة 1428هـ