تطرق البرنامج الاذاعي الأسبوعي «نقطة نظام» إلى حال وشئون القناة الرياضية البحرينية، وتم عرض الأسباب التي كانت وراء عدم تطور القناة على رغم مرور 7 سنوات على انطلاقتها في العام 2000 ووضع الحلول الكفيلة لانتشالها من هذا الواقع المر ولكن بإرادات مادية ومعنوية معا.
من خلال البرنامج اتضح لنا من خلال مداخلة المخرج الشاب جمال الجودر أن القناة انطلقت من دون استراتيجية واضحة والانطلاقة كانت ارتجالية، والذين قاموا بتنفيذ الانشاء 5 أشخاص إذ كان حلمهم أن تكون هناك قناة رياضية بأية حال من الأحوال ومن ثم التفكير والوقوف على القدمين ولكن نتيجة هذه الانطلاقة العشوائية غير المدروسة من كل الجوانب لم تستطع القناة أن تقف على قدميها بالصورة المطلوبة، وكادت هذه البداية تودي بحياة الرياضي المخلص في عمله رئيس القناة الحالي أحمد عاشور عندما تعرض لوعكة صحية في قلبه نتيجة الجهد المضاعف المبذول ولـ 24 ساعة من أجل سد النقص الكبير في الكادر الوظيفي...
مع الأسف الشديد مع هذه الانطلاقة غير المدروسة لم تصاحبها وسائل علمية لقياس مدى رضا الجماهير والمشاهدين على القناة بعمل استبيان شامل يوزع على جميع الأطراف في المملكة، ومن ثم التوصل إلى النتيجة المرجوة ورفع توصياتها إلى أعلى سلطة في هيئة الإذاعة والتلفزيون.
ولكن من جانب آخر، والذي يسعدنا كثيرا في هذه القناة، فعلى رغم الظروف الصعبة التي تعيشها والولادة القيصرية غير الطبيعية فإنها استطاعت أن تنقل الحدث المحلي مباشرة في أكثر من لعبة، ما يدل على أنها حاضرة مع كل الاذواق في كل الألعاب، ولكن ينقصها التقنية الحديثة والنقل الذي يجعل المشاهد مشدودا لهذه القناة لا أن ينفر منها إلى قناة أخرى.
نحن لا نطالب بأن تكون القناة كالقنوات الخاصة الأخرى في دول المنطقة الشقيقة، ولكن نريدها أن تتعدى مواقع الخطر إلى ديار الأمان والسلام، ولكن هذا الأمر لن يتم إلا بشروط تحقق معها التطور المنتظر له بعد صبر طويل بمرارة.
هناك قول أثير في البرنامج الاذاعي نقطة نظام بأن الوضع الحالي لن يتغير، فالبحرين معروفة من الزمن السابق انها قامت على عزائم الرجال وسارت بفضل السواعد وستبقى هكذا، والقناة جزء من هذا المجتمع الكبير ولن تتطور ما دامت الهيئة نفسها تحتاج أن تطور، ولكن نحن أيضا لنا رؤية أخرى تختلف عن هذا الطرح الذي نحترمه ولكن لا نتوافق معه، إذ إن العزيمة والحماس والإرادة والقوة والصبر أمور مطلوبة بإلحاح في أي عمل يراد له النجاح، ولكن في هذا الزمن المتطور تكنولوجيا وتقنيا هل يصح أن تترك كل هذا الأمور العلمية ونعتمد على 8 أو 10 أشخاص لتسيير عمل قناة فضائية! هم المخططون وهم المنفذون وهم المقدمون وهم المخرجون! فهل يعقل ذلك من دون تخطيط علمي مدروس؟ أيجوز أن نقول ان البحريني جبل على الإرادة والعزيمة في عمله لكن من دون أن تكون لديه الفكرة الابداعية المبتكرة! ألا يوجد في مجتمعنا من يستطيع أن يحمل راية التحدي الكبير لانتشال القناة من وضعها المؤلم الحالي؟ فهذا القول مخالف تماما للواقع المعاش حاليا، ونحن نحتاج إلى رؤية شاملة فيها كل الذي ذكر من العزيمة إلى الأمور المالية المهمة وغيرها من الأمور الأساسية، وهل يعقل في نقل الأنشطة الرياضية المحلية أن نعتمد على شخص أو شخصين فقط يلفان البحرين بكاميرتهما وتصوير تلك الفعاليات لبثها فيما بعد في القناة! وفيما لو عرض لهؤلاء عارض صحي لاسمح الله أو غيره من الظروف الأخرى فكيف سيكون حال القناة؟
بعد هذا الكلام كله نتوجه إلى أعلى سلطة في هيئة الإذاعة والتلفزيون ويمثلها الوزير جهاد بوكمال فبيده لا بيد غيره هذا التطوير الجذري المنشود، ولا يحتاج أن نذكره كثيرا بالأمور المهمة وأولها التقييم الشامل لعمل القناة خلال السبعة أعوام الماضية، وكيف انطلقت ولماذا لم تتطور بشكل لافت للنظر، بعدها وفي ضوء هذه الدراسة يتم وضع استراتيجية وخطة عمل مدروسة بشكل علمي من شخصيات مختصة في هذا المجال لوضع النقاط على الحروف في كل ما تحتاجه القناة من أمور مادية وبشرية وإمكانات آلية وتقنية متطورة.
ومن خلال هذه الدراسة العلمية والاستراتيجية وخطة العمل لابد من تخصيص موازنة كبيرة وكافية لتسيير عمل هذه القناة، وان كانت فقط للشأن المحلي، فنوفر الكوادر البشرية الكاملة والكافية مع الإمكانات الفنية بوجود الكاميرات المتطورة وبعدد كافٍ لنقل الفعاليات الرياضية المختلفة وفي يوم واحد من دون أن تكون الكاميرات هي العائق في النقل عبر نقلها من مكان إلى آخر، وهذا لا يجوز تماما ونحن نعيش الطفرة العلمية في كل المجالات.
أخيرا، إذا أراد المسئولون في هيئة الاذاعة والتلفزيون أن تتطور القناة فعليهم توفير الإمكانات المالية والبشرية والفنية وبغير ذلك فسنسير في ظلام دامس ولن يكون هناك ضوء مرجو!
ونأمل من الوزير بوكمال أن يجلس مع رئيس القناة أحمد عاشور ويتدارس معه السلبيات ومقومات العمل وأمور التطوير وما تحتاجه القناة لتوفيرها، حتى يستطيع الوزير أن يضع يده على الجرح ليعالجه، ووفق الله الجميع إلى فعل الخير والوصول إلى كمال النجاح بإذن الله.
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 1907 - الأحد 25 نوفمبر 2007م الموافق 15 ذي القعدة 1428هـ