العدد 1907 - الأحد 25 نوفمبر 2007م الموافق 15 ذي القعدة 1428هـ

جائزة للعطاء وأخرى للإبداع

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

مساء أمس الأول كان المناضل الكبير أحمد الشملان بين أحبائه في حفل خاص أقامته «الوسط» تكريما لما قدمه للبحرين وأهلها. فشخصية الشملان (أبو خالد) تترجم الطيبة البحرينية، والأصالة البحرينية، والإبداع والعقلية الفذة... وشخصية أبو خالد تعطينا الدروس الكثيرة للمعاني العميقة للشخصية البحرينية، وللهوية البحرينية التي امتزجت بتراب الوطن، هذا الوطن الذي كان ولايزال وسيبقى شامخا في محتواه الإنساني على رغم كلِّ الصعاب، وعلى رغم القمع في السابق، وعلى رغم محاولات تذويب معنى أنْ تكون بحرينيا، وابنا بارا للبحرين.

الاحتفال الذي أقامته «الوسط» للشملان إنما هو واجب علينا جميعا أنْ نستعيد ذكريات الأمس القريب لنرى كيف سطَّر المعدن البحريني الأصيل تاريخ النضال بأحرف من نور، وكيف أحرقت شموعٌ نفسها من أجل أنْ تُضيء الدرب للآخرين.

وبمناسبة احتفال التكريم أمس الأول، فقد أعلنت «الوسط» إطلاقها لجائزتين ترتبطان بمعاني الإخلاص والتضحية والإبداع لبلادنا الحبيبة... والجائزتان هما: «جائزة الشيخ الجمري للعطاء الوطني» وستخصص للبحوث التي تتناول الجوانب الإيجابية لمعالم تاريخنا ومجتمعنا وهويتنا بما يعزز البناء الحضاري المتماسك للبحرين وأهلها، و «جائزة المناضل أحمد الشملان للإبداع الوطني» وستخصص للمشاركات الأدبية والثقافية المبدعة التي تعرِّف بقدرات البحرينيين للمكتبة العربية والعالمية. ولقد ارتأت «الوسط» أنْ تخصص الجائزتين لمن هم في الخامسة والثلاثين، أو أصغر من ذلك، وذلك حرصا على تشجيع الشباب على المشاركة بحيث يمكن أنْ تتجدد الدماء ويمكن للبحرينيين الوفاء لشخصيات قدَّمت الكثير للبحرين من خلال تقديم جهد معرفي يرفع اسم البحرين عاليا.

الجائزة السنوية وتفاصيلها (انظر عدد اليوم) ما هي إلا وسيلة من الوسائل المتوافرة لكي نعرف القيمة الكبيرة لعطاءات وإبداعات البحرين، وهي مناسبة للتعرف على هويتنا الحضارية وتعزيزها وتنميتها بما يواكب التقدم الإنساني وبما يرتبط بتاريخنا المشرق والممتد عبر عشرات ومئات وآلاف السنين.

الحفل التكريمي للمناضل أحمد الشملان أمس الأول جمع نخبة مميزة من البحرينيين الذين يعرفون قيمة التضحيات والإبداعات التي قدمها أبو خالد لبلاده ومجتمعه، وكان الحفل فرصة لنستذكر جميعا أنّ الجانب المعنوي لشخصيتنا البحرينية هو الأهم من الجوانب الزائفة، وأنّ قوة الهوية البحرينية التي أصّلتها تضحيات جليلة لا يمكنها أنْ تهتزَّ تحت وطأة أية ظروف طارئة. نستذكر أنّ للبحرين هوية، وأنّ هويتها لها معالمها، وأنّ من معالم تلك الهوية رموز الوطن التي تجاوزت حدود الطائفة وتجاوزت كلّ الحدود الضيقة الأخرى التي لم، ولا، ولن تنتج حضارة في أيِّ زمنٍ من الأزمان.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1907 - الأحد 25 نوفمبر 2007م الموافق 15 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً