العدد 1906 - السبت 24 نوفمبر 2007م الموافق 14 ذي القعدة 1428هـ

الطاقة الشمسية 1/2

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تتصدر أخبار النفط وأسعاره عناوين الأخبار سواء في الصحف أو قنوات المعلومات التقليدية، أو الفضائية ووسائل الإعلام الإفتراضية. وعلى رغم كل ما يقال عن مصادر الطاقة والتكنولوجيات المتطوّرة والطرق المتعددة التي تولدها، مازال توليد الطاقة الشمسية من أهم المصادر التي تحظى بإهتمامات مؤسسات البحث العلمي الباحثة عن بدائل للطاقة. نستثني من ذلك المنطقة العربية التي ما تزال هذه الظاهرة محدودة جدا فيها، وينظر إليها كمسألة فلكلورية كمالية أو كشكل من أشكال الخيال العلمي. وهذا ما يتحدث عنه ياسين العلاني، وهو باحث وعالم تونسي، يشغل أيضا مهمة المسئول التنفيذي الأوّل لشركة Noralis، وهي شركة منبثقة عن المركز السويسري للإلكترونيات والتقنيات الدقيقة ومؤسسة سان آلب.

وقد استفاد الإنسان منذ القدم من طاقة الإشعاع الشمسي مباشرة في تطبيقات عديدة كتجفيف المحاصيل الزراعية وتدفئة المنازل كما استخدمها في مجالات أخرى وردت في كتب العلوم التاريخية فقد أحرق أرخميدس الأسطول الحربي الرماني في حرب العام 212 ق.م عن طريق تركيز الإشعاع الشمسي على سفن الأعداء بواسطة المئات من الدروع المعدنية. وفي العصر البابلي كانت نساء الكهنة يستعملن آية ذهبية مصقولة كالمرايا لتركيز الإشعاع الشمسي للحصول على النار، كما قام علماء أمثال تشرنهوس وسويز ولافوازييه وموتشوت وأريكسون وهاردنغ وغيرهم باستخدام الطاقة الشمسية في صهر المواد وطهي الطعام وتوليد بخار الماء وتقطير الماء وتسخين الهواء، وأنشئت في مطلع القرن الميلادي الجاري أول محطة عالمية للري بوساطة الطاقة الشمسية كانت تعمل لمدة خمس ساعات في اليوم وذلك في المعادي قرب القاهرة. لقد حاول الإنسان منذ فترة بعيدة الاستفادة من الطاقة الشمسية واستغلالها ولكن بقدر قليل ومحدود ومع التطور الكبير في التقنية والتقدم العلمي الذي وصل إليه الإنسان فتحت آفاقا علمية جديدة في ميدان استغلال الطاقة الشمسية.

وكما هو معروف فإن طاقة الشمس هي المصدر الرئيسي للطاقة في كوكب الأرض ومنها توزعت وتحولت إلى مصادر الطاقة الأخرى سواء ما كان منها مخزون في طاقة الرياح والطاقة الحرارية في جوف الأرض والطاقة المولدة من مساقط المياه والطاقة الشمسية وغيرها من مصادر الطاقة كالفحم الحجري والأخشاب، وبما أن الطاقة الشمسية هي أهم مصادر الطاقة المتجددة خلال القرن المقبل فإن جهود كثير من الدول تتوجه لها بمختلف صورها وترصد لها المبالغ اللازمة لتطوير المنتجات والبحوث الخاصة باستغلال الطاقة الشمسية كإحدى أهم مصادر الطاقة البديلة للنفط والغاز، وقد أعطى النصيب الأوفر في البحوث والتطبيقات لمجال تحويل الطاقة الشمسية إلى كهرباء وهو ما يعرف باسم (Photovoltaics) وهذا المصدر من الطاقة هو أمل الدول النامية في التطور إذ أصبح توفر الطاقة الكهربائي من أهم العوامل الرئيسية لإيجاد البنى الأساسية فيها ولا يتطلب إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية إلى مركزية التوليد بل تنتج الطاقة وتستخدم في المنطقة نفسها أو المكان وهذا ما سيوفر كثيرا من كلفة النقل والمواصلات وتعتمد هذه الطريقة بصورة أساسية على تحويل أشعة الشمس إلى طاقة كهربائية ، وتوجد في الطبيعة مواد كثيرة تستخدم في صناعة الخلايا الشمسية والتي تجمع بنظام كهربائي وهندسي محدد لتكوين ما يسمى باللوح الشمسي والذي يعرض لأشعة الشمس بزاوية معينة لينتج أكبر قدر من الكهرباء.

ويعتقد زعماء الصناعة أن الطاقة الشمسية يمكن أن تكون المصدر الأول للكهرباء بحلول هذاالقرن، ولكن دورها حتى الآن مهمل لأن المنتجين ينتظرون أن يتساوى سعرها مع سعر الوقود الأحفوري.

وقال مصرف الاستثمار الأميركي «جيفيريس غروب» إن إنتاج الألواح الشمسية الذي كان فيما مضى خيار المثاليين الذين يقدّمون البيئة على الاقتصاد، سيتضاعف خلال العام المقبل والعام 2009، نتيجة الدعم الحكومي ولا سيما في ألمانيا واليابان.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1906 - السبت 24 نوفمبر 2007م الموافق 14 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً