ثمة شعور يراودني أن اتحاد الكرة وكذلك المدير الفني للمنتخبات الكروية ماتشالا تنفسا الصعداء بخروج المنتخب الأولمبي من التصفيات الآسيوية النهائية لأولمبياد بكين 2008.
هذا الشعور مؤسف وصعب لكنني استنتجته من وحي متابعتي الميدانية للمنتخب الأولمبي منذ بداية مشواره في التصفيات الأولمبية وخصوصا بعد إقالة المدرب البوسني كريسو والتعاقد مع ماتشالا عقب انتهاء المرحلة الأولى من التصفيات التمهيدية.
ولعل ماتشالا هو «المتنفس الأول» بعد خروج الأولمبي؛ لأنه خلط أوراق المنتخبين الأول والاولمبي فنيا وعناصريا منذ تسلمه المهمة، واتضح تركيزه على المنتخب الأول عبر اختيار مجموعة كبيرة من عناصر الاولمبي ضمن تشكيلة المنتخب الأول، إذ كانت المشكلة في تزامن مباريات المنتخبين عدة مرات، ولكنا نتذكر مباراتي الاولمبي أمام كوريا وأوزبكستان وسبقتهما بـ 24 ساعة المباراتان الوديتان للمنتخب الأول أمام الأردن وليبيا، ما احدث إرباكا وأدى ذلك إلى تشتت أذهان اللاعبين، بل وشعر الكثير منهم أن اختيار عدد منهم للأول مجرد تكملة عدد لغياب المحترفين.
علاوة على ذلك، تشتت الجهاز الفني الذي يقوده «المدير» ماتشالا ومدرب الأولمبي «المفترض» ايفان والمساعد مرجان عيد، لدرجة أن ايفان كان يعمل مساعدا للمدرب الجمعة ويتحول إلى مدرب يوم السبت!
عرفنا أن عملية التجديد في كل منتخب تحدث من دون إرباك أو اشتباك بين عناصر منتخبين في آن واحد، على أن تبدأ عملية الإحلال بعد انتهاء مهمة المنتخب الاولمبي، بل والمصيبة لو أن المنتخب الاولمبي تأهل إلى بكين وما يترتب على ذلك من برنامج إعدادي ومشاركة اولمبية ونحن مازلنا على أسلوب ماتشالا في الإبقاء على الجهاز الفني «المشترك» بين المنتخبين ومجموعة اللاعبين المختارين للمنتخبين، وبالتالي فإن مشكلة ماتشالا انفرجت الآن بخروج الاولمبي وبات عليه التفرغ بجهازه الفني ولاعبيه للمنتخب الأول.
اما بالنسبة لاتحاد الكرة فعلى رغم جهوده فإنه يعتبر مقصرا بحق المنتخب الأولمبي الذي لو تهيأت له ظروف أفضل لاستطاع التأهل وخصوصا انه نافس حتى اللحظة الأخيرة على رغم الظروف فما بالك لو كانت الأمور مهيأة، كما أن تأهل الاولمبي سيضع مسئولية كبيرة على اتحاد الكرة في التزاماته المحلية والخارجية قد لا يكون قادرا على تحملها في ظل وضعه الحالي إداريا وماديا!
إذا كان منتخبنا خسر فرصة الحلم الأولمبي فإنه يجب على اتحاد الكرة تصحيح الأخطاء السائدة من تشابك خطوط الجهاز الفني واللاعبين ما بعثر الأوراق بين المنتخبين وخصوصا مع مشاركة الاولمبي في بطولة المنتخبات الخليجية الأولمبية الأولى التي ستقام في السعودية يناير المقبل لئلا تتكرر المشكلات، ويجب أن يكون لكل منتخب جهازه الفني والإداري المستقل؛ لأن التجربة أثبتت انه من الصعب الجمع في العمل بين المنتخبين في توقيت واحد ومثلما يقال «صاحب بالين كذاب»!
كما يفترض باتحاد الكرة حسم مسألة تشكيل الجهازين الإداريين للمنتخبين الأول والاولمبي في هذه المرحلة وقبل المباشرة في الإعداد لتصفيات مونديال 2010 بعد شهرين.
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 1906 - السبت 24 نوفمبر 2007م الموافق 14 ذي القعدة 1428هـ