مازال الرأي العام البحريني يتطلع إلى حل ناجح لقضيتين مهمتين: الأولى قضية مستشفى ميلاد التخصصي الذي انتهى تجهيزه منذ فترة طويلة تمهيدا لافتتاحه، أن هذا المشروع الاستثماري ينعكس إيجابا على الساحة العلاجية في البحرين بما يقدمه هذا المستشفى من خدمات نحن في حاجة ماسة إليها.

لقد كشف أحد الاطباء والمستثمرين الإيرانيين في المستشفى التخصصي «ميلاد» عن إصرار مستثمري المستشفى المضي قدما في مشروعهم وافتتاحه، وعبر عن رفضهم بيع المستشفى أو تركه حتى مع التعويض المالي عنه. وقال: المستشفى الإيراني (ميلاد) لم نجهزه لنبيعه، ولا نقبل أن تذهب جهودنا طيلة الثلاث سنوات الماضية أدراج الرياح والتي تم فيها الإعداد للمشروع وإنجازه. وأضاف قائلا «مضت عشرة أشهر والمستشفى جاهز ولم نحصل على الموافقة النهائية من وزارة الصحة على تشغيله، وعلى رغم كون المستشفى جاهز بالأسرة والأجهزة والأدوات الطبية والكادر الطبي وجميع المستلزمات».

إنها قضية تثير الاستغراب حقا، فنحن في الوقت الذي نسعى فيه لتكون بلادنا محطة المستثمرين، نقوم بتعطيل المشروعات الاستثمارية المهمة وفي مقدمتها المشروعات الصحية والسياحية. وإذا كانت ثمة حساسيات أو تحفظات معينة، فليكن ذلك قبل الشروع في المشروع، وقبل أن تصرف ملايين الدنانير والتي بلغت حتى الان 15 مليون دولار. وقال المستثمر مستنكرا: «لا أستطيع ان استوعب ما حدث، جئنا من الطريق الصحيح، واتبعنا الخطوات الصحيحة ولا توجد لدينا مشكلة، فلماذا يوقف عملنا بهذا الطريقة؟» وتساءل قائلا «من المسئول عن حماية استثمارنا في المملكة ونحن نسجل خسائر من جراء تأخير تشغيله تصل إلى خمسين ألف دينار شهريا شاملة إيجار المبنى والموظفين وباقي المصروفات، ناهيك عن الخسائر الإنسانية التي تفوق الخسائر المادية بكثير».

من هنا، نحن نناشد ذوي الشأن بهذه القضية «مستشفى ميلاد التخصصي» إعطاء هذا الأمر ما يستحقه، فإن هذا التوقيف غير المبرر ينعكس سلبا على سمعة البحرين الدولية.

أما القضية الثانية وهي موسوعة «تاريخ البحرين» والتي تثير الدهشة جراء توقيف طباعة هذه الموسوعة الكبيرة والمهمة، والتي أنجزتها لجنة خاصة معينة من قبل السلطات العليا لتميز هذه اللجنة بالنزاهة والإلمام بالتاريخ والرصيد المعرفي الضخم، غير أن ما يطمئننا قول رئيس اللجنة سيد محمد حسن كمال الدين الذي قال: إن هناك مساعي حميدة لحل الإشكال المتعلق بهذه القضية، وهو متفائل جدا بنجاح هذه المساعي.

إن هذه الموسوعة تعتبر مفخرة نتطلع إلى إنجازها بالمستوى الرفيع، وجزى الله العاملين المخلصين خيرا على جهودهم الكبيرة والمخلصة.