للمرة الرابعة، وليست الأخيرة، تتأجل جلسة مجلس النواب اللبناني لانتخاب رئيس توافقي حتى بلغ الموعد اليوم الأخير لولاية الرئيس إميل لحود ما يعرض هذا البلد الصغير في مساحته والكبير بأهله والعضو المؤسس للجامعة العربية إلى مهب الريح. الكل يتوافد إلى بيروت، وزيرا خارجية فرنسا وإيطاليا،كوندوليزا رايس، الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، جميعهم سعوا إلى إيجاد مخرج من الأزمة الطاحنة بين الأكثرية النيابية والمعارضة بزعامة حزب الله.

يخشى الكثيرون من أن يؤدي تعسر انتخاب رئيس مستقل(الموالاة تريد النائب روبيرغانم على مايبدو بينما تفضل المعارضة الوزير السابق ميشال أده) اليوم إلى تشكيل حكومتين متنافستين ومن ثم تنزلق الأمور نحو العنف في بلد لايزال يتعافى من حرب أهلية ضروس استمرت بين عامي 1975 - 1990. إن الأمل الوحيد في لبنان وهو يحتفي بعيد الاستقلال الـ64 يكمن في وجود جيش وطني محايد ومعارضة عقلانية، حيث كانت للكلمة التي ألقاها قائد الجيش ميشال سليمان بالمناسبة صدى يتناغم مع خطب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، حينما أكد الأول «أن أي اعتداء على الأمن هو خيانة وطنية وكل سلاح يوجه إلى الداخل هو سلاح خائن».

وعموما حتى في حال الوصول إلى رئيس وفاقي لا يعني ذلك حلا سحريا للمشكلات اللبنانية المزمنة. فيجب أن تكون المصالحة الوطنية والتسامح السياسي هما الهدف وليس الاستقواء بالخارج من أجل إزاحة الآخر. فهل يحتفي اللبنانيون وأصدقاؤهم مرتين بالعيد الوطني وانتخاب رئيس جوكر؟ هذا ما تكشف عنه الساعات القليلة المقبلة.