كثرت هذه الأيام البنات والسيدات اللاتي يصل طول رؤوسهن إلى ثلاثة أمتار، وكل واحدة منهن تقول «الزود عندي»، إذ تحسبهن وأنت تراهن عن بعد كأنهن من كوكب آخر.
لست ضد أن تلبس الفتيات على الموضة، ولكني ضد المبالغة في الموضة، إذ باتت تعتبر أمرا غير محبب، وقد كتبت في هذا الموضوع سابقا تحت عنوان «شيلة بو نفخة أم سنام»؟!، إلا أنني أعود للكتابة فيه مجددا، في ظل المبالغة الكبيرة التي تحصل هذه الأيام، ففي زحام تجهيزات الناس لعيد الأضحى المبارك، دخلت قبل يومين لإحدى المتاجر الخاصة لبيع الإكسسوارات النسائية، وكان هناك رجل يتفحص ماسكات الشعر (عضاضات أو كليبس) من ذوات الحجم الكبير، بينما كانت خطيبته تتفرج عليه، فأنزل من على الرف ماسكة شعر «عضاضات أو كليبس» في حجم ودون مبالغة «الجحة» (البطيخة)، وقال لخطيبته: هذا هو المطلوب، نفس الحجم، فردت عليه: بس هذي حجمها كبير جدا، فرد عليها قائلا: هذا الأفضل، إذ ستجعلك «ستايل»؟!... حوارهما علق في ذهني، فسألت صديقتي التي كانت ترافقني وابتسامة الاستغراب تعلو وجهي: ما رأيك فيما سمعتي؟!، هذا الرجل يحث زوجته على لبس «الكليبس الكبير» حتى تكون «ستايل»!!، فقالت: أنتي لم تري إلا الشيء القليل، فهل تعلمين أن الفتيات في الجامعة يصنفون بعضهن إلى ثلاث فئات «بيغ هيدز» (الرؤوس الكبيرة لم ترتدي مساكات الشعر الكبيرة)، وفئة «سمول هيدز» (الرؤوس الصغيرة لمن يرتدين الحجم الأصغر من المساكات)، و»ويذاوت هيدز» (عديمي الرؤوس وهم اللاتي يفضل عدم ارتداء المساكات الملفتة وهن أقلية)، على حد قولها.
بعد ما رأيته في ذلك المتجر وما دار بيني وبين صديقتي من حوار، أخذت أبحث عن أصل الـ»بيغ هيدز»، إذ جميعنا يعلم أن كل موضة، لابد أن يكون لها أصل ويستحيل أن تأتي من فراغ، وإذ بي أتفاجأ بصورة للمسلسل الكارتوني الشهير «عائلة سمبسون»، المكونة من «أب وأم وابن وفتاتين»، إذ لاحظت أن السيدة سمبسون (مارج) والتي تعودنا رؤيتها بشعرها الأزرق المروع وكأنه عمارة ذات خمس أو ستة طوابق، وهنا فقط اعتقدت بأن تلك الفتيات ومن شدة ولعهن بالسيدة سمبسون لجأن لتقليدها، هذا ما اعتقدته، ولكن ربما كان هناك مخترع آخر لموضة الـ»بيغ هيدز»!!
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 2277 - السبت 29 نوفمبر 2008م الموافق 30 ذي القعدة 1429هـ