في كل عام أجد اسم البحرين يرتفع عاليا بسبب مشاركة أبناء هذا الوطن في مسابقات تنظم على مستوى الخليج العربي أو الدول العربية أو حتى على مستوى دول العالم.
وفي كل مرة أتساءل: لماذا لا تكون هذه المسابقة في البحرين؟ أو لماذا لا تكون لدينا في البحرين مسابقة مشابهة إليها، وخصوصا أن البحرين تحتضن الكثير من المبدعين في مختلف المجالات، وهو الأمر الذي لا يخفى على أحد، فأنا متأكدة وواثقة تماما من أن كل من سيقرأ مقالتي هذه سيتذكر على الأقل شخصا مبدعا ونال التقدير أو شارك في مسابقات ولكن خارج البحرين، وربما من البحرين، التي تحظى بفوز أبنائها المبدعين في مسابقات عدة يشاركون فيها، وهو ليس بأمر غريب على أبناء البحرين الذين عرفوا بالثقافة والإبداع.
لذلك لن أتحدث عن الكثير من المجالات التي تميز فيها البحريني وأبدع فيها، بل سأقتصر للحديث عن جانب واحد فقط، وهو خير دليل على تجاهل الحكومة للمبدعين، وهو عدم تكريم الصحافيين أو عدم تحفيزهم على المشاركات الوطنية من خلال تنظيم مسابقات كما في دول أخرى كالإمارات العربية المتحدة وغيرها من الدول العربية.
وبحكم عملي في الصحافة، حظيت بالفوز في العام الماضي في مسابقة تابعة لمركز المرأة العربية للتدريب والبحوث «كوثر»، التي نظمها بالتعاون مع جامعة الدول العربية، وكان قد سبقني بالفوز صحافيون وإعلاميون في المسابقة نفسها وفي مسابقات أخرى، كما أنه خلال الشهر الجاري فاز أحد زملاء المهنة، الصحافي محمود النشيط بجائزة في مسابقة جائزة الملكية الفكرية للصحافة العربية التي نظمتها جمعية منتجي برامج الكمبيوتر التجارية (BSA) متقدما على أكثر من 350 محررا شاركوا في المسابقة من مختلف البلدان العربية.
حينها فقط تذكرت أن من يقدر الصحافة والصحافيين هو شخص أو هي جهة تعتبر الصحافة بالفعل سلطة رابعة تبحث عن الحقيقة وليس عن تشكيل أعداء لها، وهي الصورة التي يرسمها لنا عدد من المسئولين في البحرين من خلال تجاهلهم للإبداعات الصحافية أو التشجيع على الإبداع... فهل يجوز لنا أن نتساءل عن مصيرنا كصحافيين في البحرين ومصير الإبداع الذي نحلم بالوصول إليه، وخصوصا أن أي فوز نحققه نحن البحرينييون في الخارج يؤكد المكانة المتقدمة التي حققتها الصحافة البحرينية على المستوى العربي، بل وفي مجالات أخرى.
ختاما لا أعتقد أنه يمكنني أن أكتب المزيد عن أمر أظن أنه (مغضوب عليه في البحرين) وأنه من غير الممكن أن يوجد لدينا حاليا، ولكن لا مانع من أن أختم مقالتي بعدد من التساؤلات قد يختار المعنيون واحدا منها ويتفضلون علينا بالإجابة أو بتحويله إلى شيء ملموس... فكم مسابقة نظمتها وزارة الثقافة والإعلام (الإعلام سابقا) لاحتضان الإبداعات الشبابية والإعلامية، لماذا لا تركز على ذلك منذ الآن وتفتح مع الصحافيين صفحة جديدة تقدر أعمالهم من خلالها؟ ولماذا لا تكرمنا الدولة التي ننتمي إليها قبل أي دولة أخرى؟ ولماذا لا تقدم للصحافيين ما يستحقونه في هذه المهنة كما بدأت في تقدير المرأة البحرينية، جاعلة الأول من ديسمبر/ كانون الأول من كل عام يوما للاحتفال بإنجازات المرأة؟ ولماذا لا نحظى بتقدير في يوم الصحافة العالمي؟
كل تلك أسئلة لن أبحث عن إجابتها ولكنني كبقية زملائي، سننتظر وننظر ماذا تقدم لنا الدولة وكيف ستشجعنا من خلالها على الإبداع
إقرأ أيضا لـ "فرح العوض"العدد 2277 - السبت 29 نوفمبر 2008م الموافق 30 ذي القعدة 1429هـ