وجّه الحضور في المؤتمر الثالث للنشر الصحافي - الذي افتتحه وزير الإعلام جهاد بوكمال أمس الأول (الثلثاء) - رئيس المؤتمر محمد عليان إلى أن يتم عرض تجربة صحيفة «الوسط» في مؤتمر النشر الصحافي المقبل بصفته أنموذجا إعلاميا عربيا ناجحا، وعوّلوا في ذلك - خلال جلسة نقاشية في المؤتمر تم فيها عرض تجارب ثلاث صحف محلية في المملكة - على تحقيقها أرباحا منذ السنة الأولى لإصدارها، فضلا عن تثمينهم رؤيتها التطويرية في جميع النواحي التحريرية والطباعية والتوزيعية في الوقت الذي يصعب في الوطن العربي قياس نجاح صحيفة والبدء في تحقيقها أرباحا قبل مرور ثلاثة أعوام على إصدارها، على حد تعبيرهم.
وأعرب الحضور المشارك عن إعجابه بوعي القارئ البحريني، مستشهدين في ذلك على وجود 6 صحف محلية في المملكة ومن المتوقع أن يرتفع العدد خلال العام المقبل إلى سبع؛ ما من شأنه تأكيد مساحة الحرية الممنوحة للصحف وقدرتها على التنافس في مجتمع إعلامي صغير.
من جانبه، عرض مدير التسويق والمعلومات ممثل صحيفة «الوسط» إبراهيم حميد في المؤتمر تجربة «الوسط» الإعلامية، متطرقا إلى مراحل صدورها مرورا برؤيتها التطويرية في مختلف المجالات وصولا إلى عوامل نجاحها انتهاء بخططها المستقبلية.
ومن المزمع أن يتم اختتام المؤتمر اليوم (الخميس) بالتطرق إلى نماذجَ لأعمال الناشرين ونظرة للتحول من القطاع الحكومي إلى الخاص في الإعلام فضلا عن طرح التوصيات الختامية.
وبالعودة إلى فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر، تم عرض تجربة ثلاث صحف محلية في المملكة في إحدى جلساته النقاشية إحداها تجربة صحيفة «الوسط» على لسان ممثلها الذي تطرق إلى لمحة تاريخية لصدور «الوسط» بدأت باجتماع 39 مستثمرا من أصحاب الأعمال ووجهاء المملكة وخروجهم بقرار بإصدار صحيفة تحمل اسم «الوسط» وترمز للوسطية في طرح القضايا المحلية والعالمية تزامنا مع عهد الإصلاحات السياسية التي دشنها ملك البلاد آنذاك؛ ما ساعد على ظهور «الوسط» على أرض الواقع لتصبح أداة من أدوات الإصلاح في المملكة وتهدف إلى خدمة مجتمع متنوع الثقافات إضافة إلى توجهها لنقل الواقع والحراك المجتمعي إلى المسئولين وأصحاب القرار من خلال تركيزها على المضمون لا الشكليات والشعارات.
وأضاف حميد أن «الوسط» عمدت إلى تدشين آلية تعد وسيطا بينها وبين المجتمع البحريني وهي الحوارات والمنتديات واللقاءات بوسطية واعتدال وعقلانية، لافتا إلى صدور أول عددها في 7 سبتمبر/ أيلول 2002. وأضاف أن صدورها بدأ بـ24 صفحة ومن ثم ارتفع العدد بعد أقل من سنة إلى 28 صفحة تغطي جميع الموضوعات المحلية والدولية وجميع المجالات السياسية والثقافية والرياضية والاقتصادية. وتابع «مع مطلع العام 2006 أصبح لـ(الوسط) مطبعتها الخاصة؛ ما وفر لها الأرضية والإمكانات اللازمة لطباعة ملاحقها لتثري صفحاتها بملحقين بشكل يومي (الملحق الرياضي وملحق مال وأعمال)». وذكر أن نجاحها تواصل بإصدار ملاحق أسبوعية متخصصة بالفن والثقافة والأدب والسينما والكمبيوتر والمنوعات فضلا عن ملحق شهري سياسي.
وتم التطرق إلى استراتيجية «الوسط» في التوزيع فضلا عن خدماتها الإعلانية.
المملكة في «الإصدار السنوي للإعلام العربي» العام المقبل
على صعيد متصل، تمّ خلال الجلسة الأولى - التي تركز على اتجاهات صناعة الإعلام - طرح ندوة عن ارتقاب الإعلام العربي وتطوير الأفراد والمؤسسات والتي قدمها من دبي شريك الخدمات الاستشارية حازم جلال والمدير التنفيذي لنادي دبي للصحافة مريم فهد، لافتَين إلى تطلعهما إلى إصدار سنوي يضم جميع الأنشطة الإعلامية العربية الذي بدأ بست دول هذا العام ومن المزمع أن يتضمن إصدار السنة المقبلة ثلاث دول أخرى منها مملكة البحرين.
وعزوَا ذلك إلى حاجة الصحافة العربية إلى مراجع صحافية تسلط الضوء على أنشطة المؤسسات الإعلامية وما يتعلّق بها بالإضافة إلى بعض الإحصاءات الأخرى. كما تمّ التطرق في جلسات المؤتمر إلى الاتجاهات والرؤى بشأن الاستفادة من الهاتف الجوال في مجالات الصحافة. وفي الجلسات المتزامنة التي عقدت مساء في قاعتين مختلفتين تناولت هذه الجلسات عدة موضوعات منها تطور المحتوى والتعاون من أجل نشر الوسائط المتعددة ودراسة حالة من صحيفة «الديلي تلغراف»، وكذلك التحول إلى التحرير الرقمي ووضع الأساس لغرفة الأخبار المجمعة التي قدمته المدير العام لصحيفة «الأخبار» اللبنانية هالة بيجاني. وفي وقت متزامن وفي قاعة أخرى تناول المنتدون عدة موضوعات عن الطباعة منها موضوع تحسين الأداء في الطباعة الذي قدمه مدير مجمع المطابع بصحيفة «اليوم»، بالإضافة إلى موضوع فصل الطباعة والنشر الذي قدمه قسم أبحاث الأعمال والوسائط الحديثة بمنظمة «إفرا» - ألمانيا، وكذلك موضوع دوافع الجودة والطباعة نصف التجارية في الهند
العدد 1903 - الأربعاء 21 نوفمبر 2007م الموافق 11 ذي القعدة 1428هـ