العدد 1903 - الأربعاء 21 نوفمبر 2007م الموافق 11 ذي القعدة 1428هـ

ميتلاند: المواقع الإرهابية «حرب نفسية» و«حماس» وحزب الله على قائمتها

مداخلات اتهمت خلط المقاومة بالإرهاب في أولى جلسات أمس:

اكد رئيس الوزراء الروماني السابق ادريان ناستاز ان مشكلة «اللعب بالجانب الوجداني والمشاعر لدى الناس يحقق مآرب واهداف المنظمات الارهابية المنتشرة في مناطق مختلفة من العالم وخصوصا مع علاقة استخدام هذه المنظمات لتكنولوجيا المعلومات وشبكتها الانترنت التي اصبحت بدورها موقعا لتفاعل الثقافات تجتمع فيها الحكومة والشارع من دون استثناءات وهو ما يعبر عن مرحلة وثقافة جديدة فرضت نفسها على دول العالم دون منازع».

جاء ذلك في كلمة ناستاز التي صاحب فيها عرض شريط فيديو اولى جلسات اليوم الثالث لمنتدى الامن الداخلي والعالمي الذي اختتم اعماله امس بفندق ريتز كارلتون عن «استخدام المنظمات الارهابية لتكنولوجيا المعلومات»، مشيرا الى انه لا توجد اجهزة رقابية تتعارض مع مفهوم حق حرية التعبير وتدفق المعلومات على اعتبار ان الانترنت اداة سهلة الاستخدام لتلك المنظمات لكونها سريعة لتدفق المعلومات وتوجيه الجمهور الراغب في متابعتها وتنفيذ اوامرها.

وتساءل ادريان عن امكان اصدار قائمة للمواقع المحظورة واذا كان هذا ممكنا فهل سيحد من انتشار الارهاب؟ لكنه في الوقت نفسه وجد ان تحقيق ذلك لا يكفي بسبب ان الانترنت اصبح قاعدة للبيانات يمكن ان يتاح التصرف بها في أي وقت وفي أي مكان، واصفا انها تستخدم كنوع من «الحرب النفسية» لنشر المعلومات التي تريدها من اجل اثارة خوف افتراضي وهو ما لا يتسنى لها فيما لو حاولت اختراق وسائل الاعلام الاخرى التي تكون فيه ادوات رقابة لا تسمح بنشر افكارها الداعية للقتل والتشدد.

واوضح ان المخاطبة وتلقي التعليمات ايضا تأتي من غرف الدردشة على الانترنت من تخطيط واستخدام شفرات مختلفة تتيح لها الشبكة تبني ادواتها المتاحة للتواصل وتلقي التعليمات المرادة.

ويرى ناستاز ان ما ذكره يثير مشاعر الاوروبيين بعد انهيار حقبة الشيوعية «اذ ان المرحلة الراهنة التي نقلتها احداث سبتمبر الارهابية تعبر عن العقبات التي تواجه دول العالم في مناطق مختلفة في الدفاع عن القيم داخل المجتمعات وصولا الى الحفاظ على جوانب صحية من خلال ابقاء حرية التعبير للاخر وهي معضلة تواجهها الشعوب قبل الحكومات خصوصا فيما يتعلق جدلية طرح الرقابة على البريد الالكتروني الشخصي وغيره ما يهضم حق وحرية الفرد في استخدام الانترنت».

وفي السياق نفسه قالت النائبة السابقة في حزب المحافظين البريطاني ورئيس هيئة الدفاع والامن اولغا ميتلاند في عرضها للمشكلة ان «الارهاب في العالم يكمن في انه انطلق من مبدأ عقائدي- بحسب كلامها - وهي مشكلة تواجهها مناطق كثيرة من العالم من الشرق الاوسط الى اميركا اللاتينية وآسيا وحتى اوروبا».

وعن تأثير الانترنت، قالت النائبة السابقة انه أحدث قفزة لدعم مواقع المنظمات الارهابية التي هي واقعا في تزايد ما يشكل حربا نفسيا فمن هذه المواقع التي اغتال فيها العنف محل الديمقراطية كما كان معهودا في خطاب الثمانينات موقع «حماس» و»حزب الله»- على حد كلامها- والجيش الايرلندي الجمهوري ونمور الحرية في سيرلانكا وجيش التحرير الكولمومبي.

واوضحت ان «النظر في محتويات هذه المواقع يقدم الخلفية السياسية عنها بما فيها ابطالها واهدافها الايديولوجية مثل حماس وحزب الله اللذين يعرضان ما تسميه بالعمليات الاستشهادية وغيرها».

ورأت ميتلاند ان الانغماس في الحرب النفسية يهدد امن الدول وينشر الخوف في نفوس من يتابعها خصوصا في عرض صور مفزعة لحالات القتل والدم لذلك فالانترنت تعتبر لهم مكتبة رائعة لممارسة الضغط على الحكومات خصوصا ما تحتويه من معلومات وخرائط وغيره عن مواقع شتى مثل ما فعل تنظيم القاعدة، على حد تعبيرها.

في حين وجدت ان «عملية جمع الاموال التي تتم عن طريق التربعات هو اسلوب اثبت نجاحه للمنظمات الارهابية ولا سيما «القاعدة» التي هي بارعة في جمعها عبر وسائل مختلفة الى الكشف عن الحسابات الخاصة في المصارف».

من جانبه، علق رئيس الجلسة استاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة مصطفى علوي انه لايمكن وصف حماس بالمنظمة الارهابية لانها في وضع مقاومة لا ارهاب فهناك فرق بين الاثنين.

الى ذلك، قال رئيس مركز اسلحة الدمار الشامل بحلف الناتو تيد وايتسايد ان حرية الانترنت هي حرية مطلقة وتتيح فرصة للناس لتبادل المعلومات وفرض قيود عليها فإنه محكوم بالموت على استخدامها والاستفادة منها.

واوضح قائلا «لذلك فمواقع المنظمات هذه تمثل حكومات ودولا مختلقة تستخدم الانترنت لاغراضها الارهابية الخاصة وهي ظاهرة جديدة وهي ما نسميهم بالنشطاء غير الحكوميين فالكثير من مواقعهم مشفرة ومؤمن عليها بحيث لا يكون من السهل دخولها الا عبر نظم متطورة وتشفيرات خاصة عالية التقنية».

ويأمل وايتسايد ان يكون هناك تعاون اكبر بين الدول ولاسيما ما يتعلق بالقرصنة والهجمات على المواقع الذي مازال قائما.

وانتهت جلسة الامس بعدد من المداخلات التي اشار اليها ممثل جامعة الدول العربية وائل الاسد ان «هناك خلطا بين مفهوم المقاومة والارهاب فيما يتعلق بحماس وحزب الله الى جانب ان هناك بعض المواقع الاسلامية تحمل خطابا متشددا لكنها لا تروج او تدعم الارهاب لذلك فإنه من الخطأ دمج هذا بذاك لانه في النهاية تدخلنا في معضلة حرية التعبير». واضاف الاسد معلقا «لم يأت ذكر الجماعات اليهودية والمسيحية المتطرفة منها التي لديها مواقع تنشر فكرا خطيرا واخر يشجع على الارهاب وهو ما لم يتم ذكره على رغم انه منتشر على نطاق واسع ايضا».

وفي رده على ذلك قال ادريان انه لا يوجد تعريف محدد للمنظمات لكن هناك البعد العاطفي رافضا التعليق عن المحتوى او الخوض في مناقشات سياسية

العدد 1903 - الأربعاء 21 نوفمبر 2007م الموافق 11 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً