أسدل الستار مساء أمس على فعاليات منتدى «الأمن الداخلي والعالمي - الشرق الأوسط» الذي استضافته البحرين بتنظيم من وزارة الداخلية ومنتدى كرانس مونتانا على مدى الأيام الثلاثة الماضية بإعلان استضافة المملكة لمنتدى العام المقبل 2008 وسط ترحيب كبير بدا من خلال سعادة المشاركين بهذا الخبر الذي أعلنه وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة في كلمة له ألقاها في الجلسة الختامية للمؤتمر.
وقال الوزير في كلمته الختامية أمام حشد كبير من المشاركين إن أوراق العمل وخلاصة نقاشات وحوارات المشاركين واقتراحاتهم سيتمّ توثيقها في سجل خاصّ من قبل فريق عمل سيتولى جمعها وتحليلها وصياغتها للاستفادة منها في تطوير الإجراءات وكذلك التشريعات المعمول بها إن تطلب الأمر، واصفا أن هناك تطلعا للوصول على «التفوق» في مجال الأمن وهذا لا يحصل إلا من خلال العمل الجاد.
وتطرّق في كلمته إلى النجاح الذي شهدته الجلسات وهو الأمر الذي ظهر من خلال الحضور المكثف وجدية النقاشات والحرص على تحقيق أعلى معدل من الحضور قائلا: «يسرني أن أعلن عن أن منتدى العام المقبل سيعقد في البحرين في إطار رؤية جديدة»، معبرا عن شكره وتقديره للمشاركين الذين حولوا المنتدى إلى حقيقة، ومضيفا: «إنني لمست الجهد الذي بذل من أجل انعقاده... لكم مني كل التقدير والاحترام... في تقديري وشهادة الحضور، لقد نجحتم وبامتياز وأنا أقدر جهد كل واحد منكم... شكرا».
ولم يغفل الوزير في كلمته الإشارة إلى فكرة انعقاد المنتدى التي تعود إلى العام الماضي في موناكو عندما شارك في منتدى كرانس مونتانا العام بدعوة من مؤسسه جيم وود، وأوضح : «لمست الحاجة إلى مناقشة القضايا الأمنية من منظور عالمي وتشابه أركان الجريمة والحاجة للحركة بسرعة، بل الحاجة إلى أن نكون أسرع من الجريمة».
من جانبه، استعرض رئيس لجنة الإعداد والتحضير اللواء عبداللطيف راشد الزياني النقاط التي استخلصها المشاركون وعلى رأسها أن المنتدى لعب دورا حيويا في تبادل الرؤى والخبرات بين الوفود المشاركة، كما تمكنا من الإجماع على فهم ترابط الأمن الداخلي باستراتيجية الأمن الدولي والإقليمي وإدارة الأزمات وتقييم المخاطر، في حين أنه لم ينس الأهمية الكبرى التي تحققت من خلال التقاء وفود من مختلف الدول وإلقاء الضوء على الكثير من تهديدات الأمن وردود الفعل حيالها.
ونوّه إلى أن هناك اتفاقا على استراتيجيات المكافحة من خلال تعزيز القدرة على الوقاية وجمع المعلومات وتحليلها لحماية القطاعات الشاملة والموانئ والمناسبات والاحتفالات الكبرى والخطوط البحرية والمنشآت النفطية، لكنه أشار الى أن كل ذلك يضع أمام المشاركين حقيقة كبرى وهي الحاجة إلى منهج يقود استراتيجتنا الأمنية.
وفيما يتعلّق بالشراكة الدولية في فهم أمن المجتمع الدولي عموما، قال الزياني إن المشاركين توصلوا إلى فهم الصلة بين الأمنين الداخلي والخارجي باشتراك الطرفين في هدف واحد وهو: سلامة الإنسان، بيد أنه نوّه إلى زيادة الوقعي بشأن ردود الفعل ذات التأثير على الأمن والتسبب في الاضطراب الأمني.
ومن الجوانب المهمة التي حرص الزياني على تصنيفها هي أن المشاركين وضعوا في الاعتبار خلال النقاشات والجلسات روابط نماذج الأمن الداخلي والخارجي من الدعم اللوجستي إلى الأمن العام وأمن المغتربين، واصفا إياها بأنها نماذج لها تسلسل في الإمداد اللوجستي، ما يؤكد أهمية الحد من فرص الاختراق وتحليل المخاطر الأمنية.
وكان مشهد تكريم المشاركين من رؤساء الجلسات والمتحدثين يؤكد إجماع المشاركين على ترجمة كل ما جاء في هذا المنتدى الى آليات عمل، لكن كلمة الأمين العام المساعد للأمن والسلامة، وهو ممثل الأمين العام لمنتدى كرانس مونتانا ديفيد فينس جاءت لتصبّ في هذا الاتجاه ليعيد التأكيد على أن تفجيرات مدريد التي وقعت في مارس/ آذار من العام 2005، دفعت الأمين العام السابق كوفي أنان إلى إدخال مفهوم مكافحة الإرهاب، وفي الاحتفال بالذكرى الستين لتأسيس هيئة الأمم المتحدة تم إقرار ذلك المفهوم، ويأتي منتدى البحرين ليعطي الضوء الأخضر لتنفيذ استراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب المقرّة في شهر سبتمبر/ أيلول من العام 2006، وهي الاستراتيجية التي تدعو إلى تعزيز دور المنظمات الدولية والإقليمية لمكافحة الإرهاب.
وتوجّه بالشكر إلى راعي المؤتمر رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة ووزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، كما رفع الشكر إلى حكومة مملكة البحرين وهيئة الأمم المتحدة ومؤسسة كرانس مونتانا، في الوقت الذي شدد فيه على أن هناك 192 دولة اتفقت على تطوير متكامل لتنفيذ استراتيجية الأمم المتحدة والاتفاق على بيان مشترك للتصدي للإرهاب بكل مظاهره
العدد 1903 - الأربعاء 21 نوفمبر 2007م الموافق 11 ذي القعدة 1428هـ