اعتقلت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة العربية السعودية مواطنين بحرينيين، أحدهما مسنٌّ والآخر هو زوج ابنته وذلك منذ 85 يوما حتى الآن بتهمة «السحر والشعوذة» وفق ما ذكر مسئولو الهيئة، كما لم يعرض المعتقلان على المحاكمة حتى الآن.
وقال أحد أبناء المعتقل المسنّ إن والده سلمان علي سهلان (74 عاما) وزوج ابنته ياسر حسن الستراوي (32 عاما) معتقلان منذ قرابة الثلاثة أشهر، وقد انقطع الاتصال معهما، واكتشفنا لاحقا أنهما معتقلين في أحد سجون الرياض بتهمة السحر والشعوذة، في حين أنهما كانا يتداولان إحرازا قرآنية منتشرة على نطاق واسع في مملكة البحرين.
وذكر أن العائلة أجرت سلسلة من الاتصالات والمراسلات مع وزارة الخارجية البحرينية والسفارة البحرينية في الرياض، والسلطات الأمنية في المملكة العربية السعودية وكذلك إمارة الرياض، مضيفا: «وزارة الخارجية لديها علم بالموضوع وطلبنا من الوزارة توكيل محامٍ للترافع عنهما، ولم نرَ أثرا للجهود التي بذلتها الوزارة حتى الآن».
وأشار إلى أن «العائلة رفعت رسالة لأمير الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، كما شرحنا لهم الظروف الإنسانية التي تعصف بالعائلة، كون أن تدبير شئون الأسرة أصبح على كاهل شخص واحد، وأوضحنا لهم أن هذه الأحراز في البحرين تعد أمرا طبيعيا وليست مخالفة لقوانين المملكة (...) الإمارة ذكرت في ردها أن المسألة ليست في نطاق عمل الإمارة، لأنها تتعلق بالقنوات الدبلوماسية».
وشرح ابن المعتقل الظروف الصعبة التي تمر بها العائلة قائلا: «أنا اصرف على بيتين فضلا عن أسرتي، كما نرسل إلى المعتقلين 100 دينار أسبوعيا (...) والدي المسنّ يحتاج إلى رعاية خاصة، وزوجة أخي لديها أربعة أطفال، ومولودتها الجديدة لا نستطيع إصدار شهادة ميلاد لها، لأن جواز والدها محجوز في السعودية، وزوجته تحتاج إلى رعاية خاصة، وهو بات لا يتسلم راتبا من الشركة التي يعمل فيها، وأصبح المتكفل بشئون العائلة المكونة من ثلاث أسر».
على صعيد متصل، طالب عضو كتلة الوفاق النائب السيدحيدر الستري وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة بـ «التدخل الشخصي مع السلطات الأمنية السعودية لضمان الإفراج عن المواطنين المعتقلين وإرجاعهما إلى البحرين، والتحقيق معهما في بلدهما إذا اقتضت الضرورة».
وأضاف الستري أن «اللجنة الأمنية في (الوفاق) تابعت هذه القضية مع وزارة الخارجية، ولم يطرأ أي جديد، لذلك نطالب بالإفراج عنهما والتحقيق معهما في البحرين إذا استدعى الأمر، ونطالب وزير الخارجية بالتحرك العاجل والشخصي ليكون المعتقلان قريبين من أهلهما، وخصوصا أنه حتى الآن ليس هناك ما يثبت وجود أية قضية مسجلة ضدهما».
ونوّه الستري بأن «المفترض أن يشعر المواطن بأهمية الانتماء إلى مجلس التعاون الخليجي، ولذلك يجب أن يكون التنسيق والتعاون متجسدا، والمواطن يتطلع دائما لأن يلمس تجسيد هذا التعاون، وخصوصا في هذه الحالات الحرجة والصعبة وفي مثل هذه القضايا الإنسانية، وهذا مصداق من مصاديق التعاون»، مؤكدا أن «(الوفاق) تتجه لتكثيف متابعاتها مع السلطات البحرينية المختصة، كما نتمنّى تدخل السفارة السعودية لدى المملكة لحلحلة القضية سريعا، لأنه ليس هناك مبرر لاستمرار اعتقالهما»
العدد 1903 - الأربعاء 21 نوفمبر 2007م الموافق 11 ذي القعدة 1428هـ