وأطلّ من جهتي على ما لا تروْن
محمّلا بنقاء أعبائي أجئ
كأنني ملكٌ على ما لا تروْن وما أرى
لي في استراحتكم مدى في اللهو
والرغبات تاجٌ لي إذا استوحشت
يا وقت انتبهْ...
لأعيدَ ورد الليل للمعنى المضئ
ومعجبون ترجّلوا أسماءهم بعدي
ولكنّي هنا المعنيُّ بالأعباء لا الأسماء
يا هذا انتبهْ...
لأقول ما لم أستطعْ يوما:
أنا الملكُ الذي واريْت مملكتي عن الأحياء
كي لا أنتهي فيها
أريد بداية منها إليَّ
لأتّقي شرّي لأنجو
أو أكون معي ... عليَّ...
الفضاء تحية لغيابنا
للأرض صورتها...
وللحجر المدى الأبديُّ...
للبلد المبعثرِ في زوايا النوم ...
كلٌّ ذاهبٌ في بحره
يا بحرُ ماذا تبتغي
لنكونَ أسلافا وحرَّاسا وآباء
لبعض الروح فينا
والمقدّسَ والمقيمَ ونكهة العربيِّ
والماضي ومعجزة الغيابِ...
ولنا قوافلنا من الشام البعيد
الى اليمنْ ...
ولنا سلامٌ من عذابِ...
ولنا الشجنْ...
ولنا من المرآة ما نقوى
لكي ندعَ الفضاءَ تحية لغيابنا فيه
انتهينا فيه ... لم نعثر
على بعض السحابِ...
اسْمي حدود رتابة
فاتركْ ليَ الصحراءَ
كي أنجُو من الأسْوار
من رَعَوِي آبائي
ومن درس بليدٍ حطّ
في بيت الطبيعة
من صدى يغتالني
في آخر الصوت المقيمِ
وفكرةٍ لم أدّخرْها في كتابِ...
لا الروح تعرفني
لأسرقها من الماضي
فأكسر حاضرا لأجوز في مستقبلٍ
وليَ الكَمَنجة حين أصحو
من رفاق لم أجد فيهم
سوى الذهب المبعثر
والحديد المحْض، والفلَك المعلّق من أيائله
لماذا أدّعي النسيان
ياطير البديهة فيَّ
في طير التأمّل
حين كنعانُ الغريب
يعيدُني للوحْش في فلواته
ويعيدُني دربا يحنُّ الى الإيابِ...
محض صمتِ
أصغيت لكّني اكتشفت
بأنَّ ما قيل ابتداء محْض صمتِ...
تترجّل اللغة
القصيدة
فائض التاريخ
إيمان الشوارع
كومة اللحم الرخيص
وحزن وقتي...
لكنَّ من «يصل» المكان لـ « قطْعه»
عارٍ من المعنى
ومحمولا على عبث سيأتي...
الزاوية: رحم آخر
الزوايا الدافئة، تزداد دفئا حين يلوذ بها حزن... حزن ينطق بالفصحى بمجرد دخوله إلى تلك المساحة/الحيّز.
الأمكنة - في أحيان كثيرة - أحضان ... نشعر - ولا نزال - بما يشبه بلاغة استدراجنا إليها.
الأطفال كثيرا ما يختارون الزوايا في الأمكنة حين يغضبون... يكتئبون... ينفعلون، أو حتى حين يسعون لابتزازنا وممارسة ضعفهم لانهيار قوتنا. لكأن الزوايا تذكّرهم بمكانهم/ملجئهم الأول (الرحم). الزاوية علامة احتواء... احتوائها لانفعال اللاجئ اليها... لكأنها رحم آخر على الأرض!.
العدد 1903 - الأربعاء 21 نوفمبر 2007م الموافق 11 ذي القعدة 1428هـ