يوم الإثنين والثلثاء الماضيين (19 - 20 نوفمبر/ تشرين الثاني) التقى عدد من الصحافيين العرب في مركز قيادة حلف الناتو، وذلك بدعوة من المسئولين في الحلف عن الحوار المتوسطي وعن مبادرة اسطنبول، والتقى الوفد مع كبار المسئولين في الحلف الذين طرحوا رؤيتهم لوضع الحلف بشكله الجديد، وطبيعة مهماته في مناطق خارج أوروبا التي كانت مسرح عملياته قبل انتهاء الحرب الباردة العام 1991.
المتحدث باسم الحلف جايمس الباثواري تحدث عن حلف الناتو وكيف أنه تغيرت مهماته نحو تحقيق الأمن والاستقرار في بلدان مثل البوسنة وكوسوفو وأفغانستان، والمساعدات الإنسانية (قبل مساعدة باكستان أثناء الهزة الأرضية) ومكانة الإرهاب عبر مشاركة الدول الحليفة في الرصد والتدريب ومشاركة الاستخبارات... الخ. ولكن الوفد الإعلامي العربي كان مشككا وطرح أسئلة كثيرة، وأن «الناتو» مجرد إدارة لأميركا، وأن «الناتو» ليس منظمة خيرية توزع الخير بالمجلس، وأعضاء الحلف الـ 26 غير متكافئين والمساواة النظرية في القرار غير واقعية، وأن هناك تبعية بواشنطن التي تسعى لحرب جديدة في المنطقة تكون ضحيتها إيران، وأن الحلف سيشارك في مساعدة تمدد الإمبراطورية الأميركية وهيمنتها على منطقتنا، وأن حلف الناتو لايهمه سوى مصالحه، وأن الحلف يحاول تجفيف المنابع المادية للإرهاب، ولكن الإرهاب ربما يقصد منه الإسلام والمسلمين، وأن «الناتو» يفكر في الظاهر ولا يمتلك أية خطة واضحة أو جهة جذور الأفكار التي دفعت باتجاه انتشار موجة الإرهاب... وغيرها من الأسئلة التي رماها الصحافيون العرب على مسئولي الحلف.
مساعد الأمين العام لحلف الناتو جين فرانسوا بيريو حاول إقناع الوفد العربي بأن «الناتو» يسعى إلى مساعدة الدول الفاشلة في تأسيس نظامها. وأن «الناتو» يساعد على التنمية من خلال تحقيق الأمن، وأن مثل هذا الموضوع لم يعد منفصلا ولا يمكن الحديث عن غرب وشرق، أو شمال وجنوب... فبلد مثل أفغانستان يعتمد في اقتصاده على تصدير المخدرات، وإذا أردنا ان نحقق أمنا لأفغانستان، فإن علينا أن نحقق بديلا لهذا المصدر الاقتصادي وأن الحلف يفهم العلاقة بين الأمن والاستقرار من جانب والتنمية من جانب آخر.
ونفى مساعد الأمين العام أن الحلف يبحث عن حرب باردة مع عدد آخر بعد انتهاء الحرب الباردة مع شرق أوروبا... وأن الحلف نجح في منع الحرب في أوروبا وهو يعتمد على نجاحه ذلك في منع حدوث مشكلات عالمية، ولذلك فإنه تحول من مفهوم المواجهة إلى مفهوم التعاون مع الجميع، بما في ذلك مع روسيا التي مازالت على خلاف مع الحلف. وقال إنه لايرى أن العدو هو الإسلام، وأن حلف الناتو يحتوي على أعضاء كانوا أعداء في يوم من الأيام... الوفد العربي لم يقتنع بالأجوبة.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1902 - الثلثاء 20 نوفمبر 2007م الموافق 10 ذي القعدة 1428هـ