أكد رئيس الأمن العام اللواء الركن عبداللطيف بن راشد الزياني أن البحرين خالية من الإرهاب لكن هذا الخطر باعتباره أمنيا من قائم ضمن منطقة الإقليم، مشيرا إلى أنّ شبح الحرب لم يتوقف منذ ثلاثين عاما ووجود النزاعات الإقليمية والاضرابات الداخلية إذ إنها جمعيا مازالت ماثلة للعيان ومتوقعة في أيّ وقت.
وعلّق الزياني خلال جلسة أمس الأولى «نحو منهج شامل للأمن في الشرق الأوسط» بالقول: «إن الأسباب التي أدت إلى وقوعها لم تجد حلا والنتيجة واضحة, لا يوجد أمن وطني أو إقليمي أو دولي, بل الجميع معرض للخطر وإن البحرين قد تكون متضررة مثلها مثل باقي الدول في المنطقة لا بل أكثر، وما يؤرقنا هو إمكان حدوث هزات سياسية أو عسكرية أو وقوع أعمال إرهابية ضدنا أو ضد أصدقائنا وحلفائنا وجيراننا، لان الرجوعية والعودة إلى الوضع الطبيعي سيكون مؤلما ومكلفا من جميع النواحي».
وأشار الزياني إلى أن أمن الخليج جزء من إقليم الشرق الأوسط وخصوصا أن هذه المنطقة اتسمت خلال العقود الأخيرة بتعدد الصراعات والحروب الإقليمية والانتقال من أزمة إلى أخرى ما أدى إلى عدم الاستقرار الإقليمي وتجدد المخاوف والمخاطر من نشوء حرب وأزمة جديدة تعكر صفو الأمن والاستقرار في هذه المنطقة.
وأضاف أن البحرين لم تكن يوما طرفا في أي نزاع أو أزمة أو مشكلة إقليمية أو دولية وإنما كانت مجبرة لأن تتلقى التهديدات والمخاطر والخسائر من جراء هذه النزاعات الإقليمية والدولية ولم يكن لها دور في إشعالها أو إيقافها وكانت بالكاد تبلغ عن الحوادث حتى من اقرب حلفائها.
ويرى الزياني أهمية المنطقة في أن الوضع الاقتصادي العالمي يتأثر تأثرا كبيرا بأي ارتفاع لبرميل النفط وبالممرات البحرية مثل مضيق هرمز وباب المندب والإمدادات النفطية إلى دول العالم وأخيرا إلى أنها منطقة مهد الحضارات الإنسانية المختلفة، فهي أيضا بؤرة للصراعات المختلفة، ووجود صيغ من العداء والحقد بين الشعوب في المنطقة راجع لأسباب طائفية أو عرقية أو سياسية مما قد يدمر بنيتها الاجتماعية.
وأوضح أن الأمن لا يتجزأ بدءا من مستوى العولمة والإقليمي والوطني والفرجي إلا أن التهديدات والمخاطر والنزاعات تأثيرها واحد على جميع المستويات وهي تحتاج إلى معلومات استخبارية وجهود مشتركة من خلال التشاور لتحقيق الشراكة الفاعلة.
إلى ذلك، قال نائب مساعد وزير الخارجية الإيراني منوشهر محمدي في كلمته إنه يوجد «سوء فهم» وتوريط المنطقة بالكامل لصالح الدول الكبرى التي طبقت سياسة خاصة بها، لذلك من الضروري خلق شراكة حقيقية بين دول المنطقة من خلال وجود إرادة سياسية جادة لتفهم المصالح المشتركة.
وأضاف محمدي أن «الدول الكبرى استخدمت ذلك ذريعة لاتباع وسائل في إطار حالة الطوارئ وبسبب ذلك أدى إلى نوع من الفوضى ونشوب الأزمات بالمنطقة وبالتالي إلى حرب دائمة نتيجة استخدام القوة غير الضرورية إذ إن لغة الحرب هي الدائمة أيضا».
وشدد محمدي على أن «خلق الشراكات الإقليمية في الجانب الأمني ضرورة وأولوية ملحة لسن السلام على المنطقة، لذلك يتعين على دول الاعتماد على نفسها من خلال الشراكة بينما استخدام القوة العسكرية ووجود قوات أجنبية يجعل المنطقة في وضع غير مستقر لذلك، فإن إيران تقترح إقامة ترتيبات أمنية لجميع دول المنطقة للتقليل من التوتر وإعادة الأمن فيها».
من جانبه، ركز رئيس الوزراء المجري السابق بيتر مدجيسي على أهمية التحول الديمقراطي في المنطقة نحو الاستقرار مع احترام خصوصية المنطقة وحاجاتها ومتطلباتها وأهمية وجود شراكة إقليمية لتحقيق معادلة الأمن ضاربا المثل بالاتحاد الأوروبي باعتباره نموذجا.
إلى ذلك، قال وزير الداخلية البريطاني السابق مايكل هاورد: «إن بريطانيا لا تستطيع محاربة الإرهاب بنفسها فوجود آلية دولية قد يساعد للحد من انتشار هذه الظاهرة ولابد من الاستفادة من دروس بريطانيا في هذا الشأن لتحقيق الاستقرار في منطقة الخليج».
وأخيرا أوضح رئيس هيئة الدفاع الوطني الفرنسي كريستوف الكسندر بيلارد أن الإرهاب لا جنسية له ولا حدود وعلاقته بالأسواق العالمية وبالمنشآت النفطية كبيرة لأنها تتأثر به وهي مشكلة تتأثر بها كل الدول المنتجة والمصدرة في آنٍ واحد.
العدد 1902 - الثلثاء 20 نوفمبر 2007م الموافق 10 ذي القعدة 1428هـ