قال وزير الإعلام جهاد بوكمال إن رؤية وزارته الجديدة تسلط الضوء على الاعتماد على الكوادر الوطنية كضرورة ملحة للمنافسة في مجال النشر والتحرير الصحافي، لافتا خلال افتتاحه للمؤتمر الثالث للنشر الصحافي الذي تنظمه منظمة «إفرا الشرق الأوسط» بالتعاون مع اتحاد الصحافة الخليجية يوم أمس (الثلثاء) إلى أن وزارة الإعلام تعتمد على الوقوف على أحدث وسائل التكنولوجيا والأساليب المتطورة المستخدمة في مجال التحرير والنشر الصحافي، فضلا عن أن الاطلاع على التوجهات العالمية للصناعات الضخمة ستؤهلها للدخول في المنافسة وتطوير الأداء.
وأمل الوزير أن يشكل المؤتمر إضاءة في سبيل تطوير مفهوم وآليات التحرير والنشر الصحافي والإعلامي من خلال العمل على تنمية الإبداع والابتكار لخدمة الأفكار والقضايا المتعلقة بهذا المجال في إطار أوسع وأشمل يربط بين جودة الشكل وصدقية المضمون.
وأكد تطلع الوزارة عبر هذه الفعاليات إلى تطوير الصحافة في المملكة والخليج بشكل مستمر على مستوى الأدوات والأساليب لرفع أدائها شكلا ومضمونا تمهيدا لتأهيلها لتكون قادرة على القيام بدورها المنشود كصحافة واعية ومسئولة وحرة في ظل إطار من القيم والمعايير المهنية والأخلاقية.
وأشار بوكمال إلى أن هذا المؤتمر يعكس طبيعة وآلية التفاعل المشترك بين النشر الصحافي والعوامل الاقتصادية والمهنية المختلفة تلبية للاحتياجات المتجددة للقراء في عالم اليوم ولاسيما في القطاعات الاقتصادية والمالية والإدارية، لافتا إلى عدم إغفال المحافظة على مصالح الصحف ودور النشر التي من المؤمل أن تستفيد من تطبيق تقنيات وأنظمة النشر الحديثة من خلال تدعيم قدراتها التنافسية والارتفاع بنسب التوزيع وبالتالي زيادة الحصيلة الإعلانية وتقليل نفقات الإصدار والتشغيل إلى جانب ترسيخ صدقيتها المهنية وإيصال رسالتها الإعلامية والفكرية لجمهورها.
ورأى الوزير أن الكلمة المطبوعة تمثل أحد المصادر الرئيسية في عملية صنع القرارات، فضلا عن بلورتها لاتجاهات الرأي العام منذ القدم وحتى الآن رغم التغيرات الأخيرة خلال العقدين الأخيرين، في الوقت الذي توقع الكثيرون أن تحد منافسة الصحافة الإلكترونية والمحطات الفضائية الإخبارية المتخصصة من رواجها.
وفيما يتعلق بتنظيم منظمة «إفرا الشرق الأوسط» للمؤتمر، ثمن الوزير تعاونها لتكون شريكا مع الوزارة واتحاد الصحافة الخليجية في تنظيم مثل هذه المؤتمرات التي تأتي مواكبة للأصوات المنادية بمزيد من الحريات وتفعل توجيهات جلالة ملك البلاد، لافتا إلى أن المملكة حققت في السنوات الأخيرة نقلة نوعية في مضمار الانفتاح على المستويين الكمي والمهني في الصحافة، وأمست قادرة على تعزيز التحولات الديمقراطية والإنجازات التنموية التي تشهدها البلاد على حد قوله.
وبدوره، رأى المدير التنفيذي لمنظمة «إفرا» راينر متلباخ أن تطوير الصحافة يتطلب بعض الخطوات، فضلا عن بعض الوقت وكثير من الجهد، لا بنقل تجارب الآخرين بل بالاستفادة منها وتطويرها وفقا لقدرات المؤسسات الصحافية والكوادر وطبيعة المجتمع.
وقدم المدير التنفيذي عرضا سريعا عن المنظمة التي بدأت عملها منذ العام 1961 في تنظيم المعارض التجارية والمؤتمرات الدولية والندوات والدورات التدريبية، فضلا عن الزيارات الدراسية والخدمات الاستشارية والمواصفات القياسية والمنافسات المختلفة والمطبوعات والنشرات المتنوعة.
ولفت إلى أنها تقدم خدمات لأكثر من 3000 عضو في نحو 80 دولة في كل أنحاء العالم. مشيرا إلى أن أكثر من 40 في المئة من الصحف المطبوعة توزع مجانا بينما تشهد وسائل الاعلام الرقمية رواجا في اوساط متعددة من المجتمعات وخصوصا فئات الشباب إذ تظهر يوميا 120 مدونة على شبكة المعلومات الدولية والانترنت.
يذكر أن عدد المشاركين متوقع أن يربو على 150 شخصية خلال فترة المؤتمر الممتدة من 20 إلى 22 من الشهر الجاري، يتم خلالها التركيز على مستقبل نشر الأخبار وغرف الأخبار المجمعة، فضلا عن التطرق للطباعة نصف التجارية والجودة الطباعية والمواصفات القياسية ونماذج لأعمال الناشرين.
ومن المزمع أن يتضمن المؤتمر عدة جلسات تركز على عدة محاور منها اتجاهات صناعة الإعلام ونشر الوسائط المتعددة، فضلا عن الطباعة العالية الجودة ونماذج للناشرين وعدد من ورش العمل تتضمن إعادة تنظيم غرف الأخبار والإبداع والتصميم وضمان جودة طباعة الصحف.
العدد 1902 - الثلثاء 20 نوفمبر 2007م الموافق 10 ذي القعدة 1428هـ