أدت مواجهات اندلعت بين متظاهرين من جهة وقوات مكافحة الشغب من جهة أخرى إلى خسائر قدرت بما بين 20 و30 ألف دينار تكبدها أصحاب محلات سوق جدحفص للخضراوات والأسماك عصر أمس ووقوع ما لا يقل عن 4 إصابات، كما تم توقيف شخصين من قبل قوات مكافحة الشغب. معظم الخسائر نجمت عن تعرض المعروضات من الفواكه والأسماك لطلقات مباشرة من مسيلات الدموع ما أدى إلى إتلافها وفرار المتسوقين. أصحاب المحلات حمَّلوا وزارة الداخلية المسئولية عما تعرضوا له من خسائر مباشرة وغير مباشرة، متهمين قوات الأمن باستخدام القوة المفرطة بقصد العقاب الجماعي للسكان والتجار حيث تسببت مسيلات الدُّموع في اشتعال إحدى «بسطات» بيع الخضراوات.واستغرب أصحاب المحلات أسلوب وزارة الداخلية في التعامل مع التجار وأهالي المنطقة حيث أوضح بعضهم أن قوات الشرطة كان بإمكانها ملاحقة المتظاهرين وتفريقهم إلا أنهم اكتفوا بإمطار السوق بمسيل الدموع حيث سأل أحدهم عما إذا كانت وزارة الداخلية سوف تستعمل الأسلوب نفسه لو كان الوضع داخل مجمع تجاري يرتاده السياح والأجانب.
وكان العشرات من المتظاهرين بينهم أطفال ونساء تجمعوا بالقرب من مجمع الهاشمي للمطالبة بالإفراج عن موقوفي الأحداث الأمنية الأخيرة التي شهدتها البحرين بين ديسمبر/ كانون الأول الماضي وأكتوبر/ تشرين الأول من هذا العام حيث تم اعتقال العشرات من قرى جدحفص والسنابس والديه وكرزكان والمالكية وبني جمرة ودمستان على خلفية اتهامات مشاركتهم في أعمال شغب حيث صدرت أحكام ضد بعضهم فيما لاتزال المحاكم تنظر في القضايا الأخرى.
المعارضة كانت وصفت الموقوفين بأنهم معتقلون سياسيون وجهت إليهم التهم بسبب نشاطهم فيما وصفت الحكومة الموقوفين بأنهم من الذين خالفوا القوانين الجنائية نافية أن تكون التهم قد وجهة على خلفية أنشطة سياسية.
منظمو اعتصام أمس للمطالبة بالإفراج عن الموقوفين اتهموا قوات الأمن بالتسبب في اندلاع المواجهات التي سرعان ما امتدت إلى كل من قريتي السنابس والديه واستمرت لساعات عدة، مشيرين إلى أن قوات مكافحة الشغب هي التي بادرت بالاعتداء على المتظاهرين.
مصدر أمني مسئول نفى أن تكون قوات الأمن هي من بدأت الاشتباك حيث أوضح أن قوات الأمن التي انتشرت على مسافة من المتظاهرين بقصد توجيه إنذار للمشاركين بأن الاعتصام غير مرخص تعرضت للاعتداء بالحجارة ما استوجب الرد.
المصدر الأمني نفى أيضا أن يكون هناك استهداف للسوق ورواده مشيرا إلى أن القوة المناسبة استخدمت لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا داخل السوق ومداخل السنابس والديه.
وكان أربعة متظاهرين تعرضوا لإصابات تراوحت بين البسيطة والمتوسطة إثر تعرضهم لإصابات مباشرة في الأجزاء العلوية من الجسم بما فيها الرأس بسبب الإصابة بطلقات مسيل الدموع والطلقات المطاطية فيما تعرض عدد آخر من المتظاهرين والتجار وأهالي المنطقة ورواد السوق لحالات اختناق
العدد 2277 - السبت 29 نوفمبر 2008م الموافق 30 ذي القعدة 1429هـ