التوصيات التي يقدمها مفكرون أميركان مهمة؛ لأن الاستراتيجية الأميركية محاطة بجماعات الفكر والبحث ومجموعات الضغط، ويوم أمس تم التعرض لما جاء في ورقة كتبها المفكر الاستراتيجي الأميركي انطوني كوردسمان. ومن بين النصائح التي يقدمها كوردسمان إلى الإدارة الأميركية بهدف إعادة الثقة في القدرة الأميركية على تحقيق الأمن في المنطقة ما يأتي:
- إن على الولايات المتحدة أن تظهر احتراما لسيادة الدول في منطقة الشرق الأوسط وأنها تحترم شعوب هذه الدول، وأن تشجع الإصلاحات السياسية والاقتصادية على أساس تدريجي ومن خلال إشراك الحكومات والتفاهم معها بشأن الخطوات الإصلاحية التي يمكنها تحمّلها. وعلى أميركا أن تقتنع أن سياستها الأخيرة بشأن نشر الديمقراطية ينظر إليها كأنها محاولة لفرض القيم الأميركية أو خلق حكومات مطيعة للإدارة الأميركية... وأن على أميركا أن تقتنع بأن العمل المؤسساتي يتطلب وقتا طويلا لتحقيق الديمقراطية، وأن الإصلاح السياسي الديمقراطي يتطلب وجود أحزاب سياسية معتدلة، وأن الإصلاح الاقتصادي يتطلب تحسينا مستمرا في حكم القانون وحقوق الإنسان، وأن كل هذه الخطوات التدريجية أهم من الإسراع نحو الانتخابات بشكل واسع.
- إن على الإدارة الأميركية أن تقنع الآخرين بأن تركيزها على مكافحة الإرهاب لا يعني أنها ضد العرب وضد المسلمين، وأن الإدارة الأميركية لا تخترق قواعد حكم القانون وحقوق الإنسان عندما تضطلع بمكافحة الإرهاب، بمعنى آخر، أنها لا تنصح الدول العربية والإسلامية بشيء هي لا تحترمه أساسا.
- إن على الإدارة الأميركية أن تسعى من أجل حل للصراع العربي - الإسرائيلي، وإنها لا تستطيع فرض رؤيتها على الدول العربية أو على القوى المتصارعة داخل لبنان، وهذا يتطلب جهدا متواصلا ومقداما تجاه مساعدة الدول والشعوب التي تتحرك نحو حل سلمي.
- إن على الإدارة الأميركية أن توضح للآخرين أنها ستبقي على قواتها في المنطقة لأقصر فترة ممكنة، وأن تقنع الدول بأنها لا تبحث عن قواعدَ عسكرية إذا كانت لا تخدم الاستقرار والأمن للحلفاء والأصدقاء. وهذا يتطلب أن تطوّر أميركا حلفاء محليين لتقليل وجود القوات الأميركية على أراضي الدول.
- لا يمكن للإدارة الأميركية أن تتجاهل حاجات العراق، كما لا يمكنها أن تتجاهل التهديد الإيراني... ولكن يجب على الإدارة ألا تنحني نحو قرارات أحادية وأن عليها أن تتشاور وأن تستمع للآخرين.
- إن على أميركا أن تعتمد الشفافية في التعاون العسكري المصحوب بالدبلوماسية الفاعلة.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1901 - الإثنين 19 نوفمبر 2007م الموافق 09 ذي القعدة 1428هـ