من حق النجم علاء حبيل أن يطلب الاعتزال الدولي متى ما أراد هو بنفسه ولأي الأسباب ولا يجوز لنا أن نحمل هذا القرار وتبعاته أكبر من حجمه.
قد يكون من حقنا أن نطالبه بالعدول عن الاعتزال لأننا نعتبر علاء ثروة وطنية يجب المحافظة عليها مهما كان السبب في ابتعاده إلى جانب الجلوس معه في حوار شفاف وعقلاني لكي يعود من جديد الى المنتخب الوطني.
ولكن ليس من حقنا البتة أن نكيل له الاتهامات المختلفة بأنه غير وطني أو أنه خان أمانة الوطن خوفا من فقدان مركزه في الفريق في ظل تراجع مستواه الفني.
النجم علاء لا يحتاج إلى قلمي للدفاع عنه ورفع الملابسات والإشكالات التي تحوم حوله هذه الأيام من قبل البعض الذي يرى فيها الحقيقة سلبية، وراح البعض يطالب علاء بتوضيح الأسباب الخاصة على رؤوس الاشهاد ولا ندري ما المقصود من هذا الطلب الذي يعتبر من الناحية الإنسانية خاصا باللاعب نفسه وعدم البوح به يعد من حقوق الفرد بحسب ما جاء به ميثاق العمل الوطني والدستور إلا إذا أراد البعض من هؤلاء اختراق كل هذه الأمور والعمل على الضغط النفسي للنجم علاء لإجباره بتوضيح الأمور الخاصة به.
النجم علاء قبل أن يكون لاعبا فهو إنسان يعيش بين هذا المجتمع البحريني له حقوق وعليه واجبات، ولابد أن تكون متوازنة، فلا يجوز أن نطالبه بواجبات الوطن من دون أن نعطيه حقوقه فذلك هضم لإنسانيته.
الاهتمام الكبير بقرار علاء اعتزاله الدولي يدل على شعبية هذا النجم بين هذه الأوساط المحلية بل تعدت إلى الخليجية ولكن غير المفهوم ان هناك من يسمى هذا القرار بأنه خروج عن الوطنية وكأن الوطنية توزع لمن يشاء هذا الفرد الذي راح يخط بقلمه نحو هذا المنحى الخطير.
نحن نسأل هذه الأقلام: مَن يحركها لبث سموم الاتهامات لمَن أخلص لوطنه وحرم نفسه الكثير من أموره الخاصة وعائلته لكي يكون دائما مع الأحمر في حله وترحاله.
من المؤلم حقا أن نقرأ على صفحات الملاحق الرياضية من البعض بتحليلاته الغريبة والعجيبة البعيدة كل البعد عن الروح الرياضية لترمي هذا النجم البحريني بسهام غير الوطنية وكأنه جاء من أرض غريبة أو زرع نفسه في الجسد الوطني عنوة ونسوا وتناسوا بأن علاء كان السبب يوما من الأيام في تأهل منتخبنا الوطني لنهائيات آسيا 2004 في بكين بل كان من المساهمين بفاعلية وبأهدافه الرائعة مع بطل آسيا آنذاك الفريق الياباني في الحصول على المركز الرابع وحصل على لقب هداف آسيا في سابقة تاريخية لا أعتقد بأنها ستتكرر مرة أخرى.
هذا النجم الكبير الخلوق في الملعب وخارجه كان متعاونا مع الجميع من مسئولين في اتحاد الكرة أو صحافة أو زملائه اللاعبين والكل يشهد له باحترامه واخلاصه لوطنه ولم يأت يوم وفي قلبه الهروب عن التمثيل لتشريف المملكة في المحافل الخارجية.
هذا النجم الذي تعرض لإصابة مع فريقه الغرافة القطري في الرباط الصليبي كان يحمل في نفسه الطموح والرغبة الملحة بأن ينتهي علاجه سريعا ليشارك مع المنتخب في التصفيات النهائية لمونديال ألمانيا 2006 وكان يحسب الأيام لتلك المباراة الشهيرة أمام ترينيداد وتوباغو وشاهدنا كيف ضج استاد البحرين الوطني عندما جاءت الإشارة من مدرب الفريق إلى النجم علاء ليدخل الملعب في آخر الدقائق مع أول عودة له من الإصابة وكاد يفعلها علاء ولكن الدقائق المعدودات وسوء الحظ حالا دون تسجيل هدف الترجيح.
أبعد هذا يُرمى هذا النجم بالسهام من كل حدب وصوب لا لشيء سوى لأنه قرر الاعتزال الدولي، وهذا من الناحية العقلانية أمر طبيعي ويحدث في العالم كله ومع نجوم كبار وعلى من يعترض على هذا القرار ويكيل الاتهامات أن يفتح ملفات كبار النجوم في العالم من الذين ابتعدوا عن التمثيل الدولي لمنتخباتهم، إذ لم نر من صحافة تلك الدول قد وجهت اتهامات غريبة لأي نجم بل قامت بمدح هذا النجم أو ذاك قارئة تاريخه شاكرة إياه على ما قدمه طوال مشواره الكروي مع المنتخب.
ابتعاد النجوم أمثال طلال يوسف وحسين علي وحسين بابا وآخرهم علاء يجب أن يوضع هذا الأمر على طاولة اتحاد الكرة لمناقشته بروية بعيدا عن المجاملات والمحابات والخوض بشفافية في قلب الحقيقة الضائعة وعدم قلب الأمور على حقيقتها ودراسة هذه الأسباب واتخاذ القرارات اللازمة لحماية هؤلاء وحماية المنتخب الوطني الذي وقع في حفر التدمير المتعمد من خلال التجنيس الظالم والعشوائي وهو السبب الأول والأخير في تدني مستويات منتخباتنا الوطنية، وعلى اتحاد الكرة تدارك الأمر سريعا قبل فوات الأوان لأن المجنسين لم ولن يفجع قلبهم على الوطن وإذا لم يحقق الأحمر النتيجة فإنهم لن يتألموا أو يتأثروا لذلك مادام الحال المالية تغدق عليهم فهم في حبور ونعيم ويعتبرون مشاركتهم مع المنتخب الوطني والأولمبي من واجبهم العملي الاحترافي مقابل المال والامتيازات الأخرى التي لا يحصل عليها اللاعب المواطن.
نحن بحاجة إلى قرار شجاع من اتحاد الكرة لحلحلة هذه الأمور فالوضع يتدهور بشكل سريع وأمام أعين الناس وبالتالي نطالب بحل سريع وشجاع يحفظ لنا منتخباتنا الوطنية من الانهيار.
أخيرا أقول إلى النجم علاء، أنت سفير للبحرين في الكويت وعليك الالتفات لنفسك في تمثيل الوطن هناك من خلال المستوى الفني المعروف عنك والمساهمة في إيصال فريقك إلى الصدارة أو تحقيق بطولة من البطولات المحلية هناك فنحن نعرفك جيدا ونعرف وطنيتك الأصيلة المتجددة من الجدود والآباء ونعرف إخلاصك التام للأحمر وأملنا أن يأتي اليوم الذي تزاح عنك الظروف الخاصة ونراك متألقا من جديد مع المنتخب الوطني في رفع رايته واسمه في المحافل الخارجية.
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 1900 - الأحد 18 نوفمبر 2007م الموافق 08 ذي القعدة 1428هـ