العدد 1900 - الأحد 18 نوفمبر 2007م الموافق 08 ذي القعدة 1428هـ

أميركا وأمن المنطقة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

يقول الخبير الاستراتيجي الأميركي انطوني كوردسمان إن على الولايات المتحدة أن «تعيد بناء» الهيكلية التي تعتمدها من أجل التعاون الأمني في الشرق الأوسط خلال السنوات المقبلة، وإن عليها أن تعدل من أساليبها للتعامل مع المتغيرات الكبيرة فيما يتعلق بالتهديدات الإقليمية لأمن الشرق الأوسط. فقد تغيرت متطلبات تحقيق الأمن في المنطقة بعدما حدث في العراق وتوتر الأجواء بين أميركا وإيران.

وطرح كوردسمان أن التحدي أمام أميركا هو أن تطمئن أصدقاءها وحلفاءها أنها تسعى إلى تحقيق أهداف مشتركة وأمن مشترك، بدلا من السعي فقط إلى تحقيق أهداف ترتبط بالمصالح الأميركية الحيوية فقط، وبدلا من الاعتماد على الأحادية في النهج.

التحدي الذي تواجهه أميركا حاليا ليس في إثبات قدرتها على تدمير بلد ما عن طريق الضربات الجوية وبعيدة المدى، وإنما التحدي يكمن في إعادة بناء الثقة لدى الحلفاء والأصدقاء أن الإدارة الأميركية لديها القدرة على الإمساك بأعصابها وأن تتشاور مع الحلفاء بصفتهم شركاء حقيقيين. كما أن التحدي يكمن أيضا في إقناع الآخرين بأن التعاون مع أميركا سيؤدي إلى تحسين ملموس في الأمن الإقليمي بدلا من زيادة عدم الاستقرار وتعقيد المخاطر.

ويشير كوردسمان إلى أن أميركا تعاني من آثار الفشل في حل الصراع العربي - الإسرائيلي، والاشمئزاز من أخطاء أميركا في العراق، وتوجس الكثير من الأطراف من أن حديث الإدارة الأميركية عن مكافحة الإرهاب إنما هو غطاء لسياسات معادية للعرب ومعادية للإسلام، ووسيلة لتخويف الدول من إيران تمهيدا لضربها عسكريا.

ويواصل كوردسمان، أنه فيما عدا «إسرائيل» فإن كل الدول الأخرى في الشرق الأوسط ترى في علاقاتها مع أميركا عبئا يحمل مضارَّ أكثر من الفوائد، وهذا كله يؤكد أن أميركا لا تستفيد كثيرا من كونها «قوة عظمى» إلا إذا اقتنع الآخرون بأن التعاون معها يؤدي إلى نتائج إيجابية لهم أكثر من الخسائر التي سيتحملونها.

النقطة المركزية قبل هذا الحديث هي أن القوة العسكرية أثبتت فشلها في استبدال الدبلوماسية، وأن أي قوة، حتى لو كانت عظمى، فإنها تحتاج إلى تفعيل قنوات وأدوات الدبلوماسية والحوار والتشاور والاقناع... ومثل هذا الأمر لا يتحقق إلا مع وجود ثقة متبادلة. وإن استعراض الأفكار أعلاه مهم، لأنها تؤشر إلى أن التفكير الاستراتيجي لدى أميركا بدأ يستشعر أخطاء السنوات الماضية.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1900 - الأحد 18 نوفمبر 2007م الموافق 08 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً