إضاءة معدومة، خدمات غير متوافرة، ألعاب «لك عليها»، دفان للبحر يبعث عطره ليمتزج مع عطور الآسيويين المميزة، لتشكل في النهاية روائحَ تزكم الأنوف... والأهم، بحرينيون لا يتجاوز عددهم أصابع اليد تقابلهم أضعاف مضاعفة من الآسيويين، وقد يكونون «آسيوبحرينيين» والعلم عند الله... ذلك المظهر العام لكورنيش الملك فيصل الذي يبدو أنه استنكر أن يستمر وضع اسمه على ما لا يتشرف حتى المواطن العادي وضع اسمه عليه، فقرر أن يسقطه ويسقط الهمزة من كلمة ملك، لتصبح (تقريبا) «كورنيش الملل» مدخلا له، والمسمى هنا أصح!

غالبية قرانا ومدننا، والأكثر منها شوارعنا، عوضا عن أماكن الترفيه، تحمل أسماء لشخصيات عظيمة، سواء من حيث المكانة الاجتماعية أو الدينية أو السياسية... إلخ، ولكن كثيرا منها تقادم بفعل الزمن من ناحية، والإهمال والتقصير والتخريب من ناحية أخرى، حتى أصبح من العار على الكثير منها أن تحمل اسم تلك الشخصية العظيمة، بل أصبحت تلك الأماكن تحمل من الإساءة إلى تلك الشخصيات أكثر مما تحمل من معاني التقدير والثناء. إن ذلك يدفع إلى ضرورة التفات المعنيين في مختلف الجهات، والتحرك باتجاه إعادة الهيبة والعزة والمكانة إلى تلك الرموز التي ما أطلق اسمها على أي مكان إلا تقديرا لها وتخليدا لذكراها، وإلا فتغيير الأسماء إلى «كورنيش مومبي»، وشارع «دلهي»، ومدينة «راجو» أدل على المكان، حتى لا يتوه البحرينيون في أماكنَ ليست لهم، ويعرف السياح وجهتهم من اسمها.