منذ أن أعلن نجم منتخبنا الوطني لكرة القدم علاء حبيل قرار اعتزاله الدولي الأسبوع الماضي والجدل واللغط يحيط بهذا القرار ودوافعه وأسبابه التي أرجعها علاء إلى ظروفه الخاصة، فيما اختلط الحابل بالنابل لدى الشارع الرياضي والصحافة بشأن هذا القرار المفاجئ.
ولعل اخطر الأبعاد التي اتخذتها ردود الفعل تجاه اعتزال علاء حبيل كان بعد الاتهامات والتشكيك في وطنية وانتماء علاء وانه يفضل فلوس الاحتراف على تمثيل الوطن، أو ربط ذلك الأمر ربطا وثيقا بعملية التجنيس في صفوف المنتخب، وبالتالي فإن علاء اتخذ قرار الاعتزال كردة فعل لحال الرفض العامة في المملكة لسياسة التجنيس وتم وصف الاعتزال أنه «سياسي»!
وأعتقد، من وجهة نظري ومن وحي متابعتي وقربي لأمور المنتخب، أنه الأوان للاتحاد البحريني لكرة القدم وعلى رأسه الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة أن يتدخل ويمارس صلاحياته المباشرة والكاملة في احتواء هذا الموضوع في هذه الفترة وقبل الوصول إلى التصفيات الآسيوية لمونديال 2010 في فبراير/ شباط المقبل.
كما أعتقد أن المسئولين على علم بالدوافع الحقيقية التي دفعت علاء إلى «ردة فعل» وليس «قرار» الاعتزال، وهي تعود إلى ملابسات استدعائه المتأخر من ناديه الكويت الكويتي قبل 24 ساعة من لقاء الذهاب أمام ماليزيا، وهي مسألة يجب أن يكون اتحاد الكرة واضحا وجازما في ظروفها وملابساتها وخصوصا فيما يتعلق بعلاقة علاء والمدرب ماتشالا التي يجب معالجتها بصورة سليمة.
أجزم أن للشيخ سلمان بن إبراهيم مكانة وتقديرا واحتراما لدى اللاعبين وبالتالي استطاع إثناء علاء مؤقتا عن ترك المنتخب عندما اجتمع به شخصيا قبل سفر المنتخب إلى لقاء الإياب أمام ماليزيا، وهو يدرك حقيقة الأمر التي دعت علاء إلى الاعتزال.
وأدرك أن علاء من اللاعبين البحرينيين «الواعين والمثقفين» ويعرف اتخاذ خطواته الكروية على رغم صغر عمره (25 عاما)، وعندما أعلن رغبة الاعتزال فإن ذلك كان «ردة فعل» نفسية وتعبيرا عن وضع صعب لدى اللاعب وليس قرارا نهائيا وليس أيضا «ورقة ضغط» كما يظن البعض.
والمشكلة ليست مجرد اعتزال علاء وخسارته كنجم واعد قادر على العطاء والبروز أكثر، بل إنها قد تمتد إلى لاعبين آخرين إذا لم تكن الأمور واضحة ومحسومة لمن يدير المنتخب ويمتلك صلاحياته المباشرة في محاسبة الإداري أو المدرب أو اللاعب.
ابعدوا الاتهامات عن علاء وغيره، فهذا الفتى اسعد البحرين قيادة وشعبا في كأس آسيا 2004 وغيرها، وتذكروا جيدا أنه كان يخرج من مباراة المنتخب ويركب سيارة الإسعاف عندما كان موظفا في وزارة الصحة، وضحى بعمله وإجازاته العملية في أوقات عصيبة كنا نعيش فيها زمن الهواية.
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 1899 - السبت 17 نوفمبر 2007م الموافق 07 ذي القعدة 1428هـ