المؤتمر الصحافي للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس اتسم بـ«هجوم» تصريحات متتالية من المودّة ومد يد الصداقة والمحبّة إلى البحرين، وقابل ذلك «هجوم مضاد» من التصريحات الودية أطلقها وزيرالخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة.
تبادل «الهجمات» في التصريحات الودية ربما كان له ما يبرره، فالرئيس الإيراني اختار أنْ يتوقف في البحرين دون غيرها؛ ليلتقي بجلالة الملك، ويشرف على توقيع مذكرات تفاهم بين البلدين، أهمّها الاتفاق المتعلّق بتزويد إيران للبحرين نحو مليار قدم مكعب يوميا من الغار الطبيعي عبر الأنابيب التي يمكن مدّها من الحدود البحرية الإيرانية الى البحرين. وأمام البلدين عام واحد للاتفاق على التفاصيل قبل توقيع الاتفاق الاستراتيجي، الذي لو تحقق، سيغيّر من وجه العلاقات الاستراتيجية بصورة جذرية.
والسؤال الذي يتكررهوعن أبعاد مثل هذا الاتفاق الاقتصادي على الجوانب السياسية... ولكن ما يتوجّب أن نلتفت إليه هو أنّ دبي، مثلا، قفزتْ الى الأعلى؛ لأنها استطاعت أنْ تفصل السياسة عن الاقتصاد في مثل هذه الاتفاقات... بل إنّ دبي تحدثت في الشهورالماضية عن نيتها شراء الكهرباء من إيران لدعم خططها التنموية.
إنّ التكامل الاقتصادي بين دول الجوارهو المسار الاستراتيجي الذي سارتْ عليه دول الاتحاد الأوروبي، وهو المسارالاستراتيجي الذي سارتْ عليه دول النافتا (كندا والولايات المتحدة والمكسيك)، وهو المسار الذي تسيرعليه دول الآسيان في شرق آسيا، بينما مازلنا أبعد ما نكون عن مثل هذه التوجهات التكاملية الاستراتيجية. ولو نظرنا الى شرق آسيا، فإنّ التعقيدات هناك لا تقل عن التعقيدات في منطقتنا، وهناك أيضا سنرى أنّ دولة صغيرة مثل: سنغافورة تعاملت وتتعامل مع بلد كبير مثل: فيتنام الذي كانت له توجهات إيديولوجية، وكانت هناك مشكلات غير قليلة مع دول الجوار ومع أميركا، ولكن العلاقات الاقتصادية كانت مدخلا لمستقبل أفضل لدول تلك المنطقة.
وعلى هذا الأساس، فإنّ التفاؤل الذي دفع باتجاه «هجوم» التصريحات الودّية من الرئيس الإيراني و«الهجوم المضاد» للتصريحات الودّية التي أطلقها الشيخ خالد، يعبّر عن حالة إيجابية نأمل في تنميتها لخدمة مصالح البلدين والمنطقة.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1899 - السبت 17 نوفمبر 2007م الموافق 07 ذي القعدة 1428هـ