نتعامل نحن الأسوياء في المجتمع مع أفراد كثر في يومنا الواحد، ولكن العامل المشترك لكل منا هو أننا نتعامل «مُجبرين» مع ناس يميزهم الكذب المفرط حتى عندما تسأله عن اسمه!
الفرق بين الكذاب و «البوشلاخ» كبير، علما أن «البوشلاخ» هو شخصية محبوبة ولها تاريخها وذكرياتها معنا، فهو شخص خياله كبير بحيث يمكنه إضافة البهارات إلى القصة لتصبح سالفة شيّقة نأنس بها أنا وأنت، علما أن «الشلخ» يحبه الأطفال قبل الكبار بشكل كبير.
وما يميز «البوشلاخ» أنه يشلخ الشلخة لا هو إللي يصدقها ولا المتلقين لها ولا هم يحزنون، إلا أن الكذاب - وما أدراكم ما الكذاب - مشكلته تكمن مع نفسه قبل أن تكون معنا... مسكين أو نحن المساكين لا أعلم!
يكذب الكذبة ويعيش الدور فيها بل يصدّقها الى درجة الاقتناع وما يزيد الطين بلّة أنه يدافع عنها، ولكنه سُرعان ما ينساها لكثر الكذب الذي يكذبه علينا/ عليكم.
الكذاب غير المُحترف تراه يحبك القصة ويفصّلها وحين سردها يندمج في التفاصيل إمعانا في إضفاء الصدقية على كذبته.
ولكن أتعلمون أني أستمتع كثيرا في التعامل مع الكذابين؛ لأن أصعب ما على الكذاب هو أن يعرف أن سالفته شلخ × شلخ ومع إيحاءاتك له بكذبه وإن سالفته ما تطوف إلا أن من الصعب عليه «جدا» أن يتراجع أو يعترف، فيعيش في عذاب ولا أحلى عذاب، ولأطبق عليه حينها «خبز خبزته... اكله»!
دعوة للقراء إلى ألا يتحاشوا التعامل مع الكذاب وتذكروا أن حبل كذبته قصير وسيطروا على كذبته لتوقعوه في شر أعماله من جهة، ولا تترددوا في تكبيده الخسائر المادية ما استطعتم كما خسر هو اجتماعيا وهو راضٍ ولا مشكلة عنده!
ولولا ضوابط النشر لرأيتموني أنشر أسماء وصور الكذّابين - المحيطين بي على الأقل - ويا كثرهم، فجزء من هواياتي هو تسجيلهم... فليحذروا!
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 1898 - الجمعة 16 نوفمبر 2007م الموافق 06 ذي القعدة 1428هـ