العدد 1898 - الجمعة 16 نوفمبر 2007م الموافق 06 ذي القعدة 1428هـ

ما يضر إيران هو ضرر للبحرين

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة قال لصحيفة «الشرق الأوسط» أمس إن «ما يضر إيران هو ضرر للبحرين»، وهو خير مدخل للزيارة التاريخية التي يقوم بها اليوم الرئيس الإيراني محمود أحمد نجادي، إذ إن من المتوقع أن يتفق البلدان على عدة مذكرات تفاهم من بينها ما يتعلق بتزويد البحرين بما تحتاج إليه من غاز طبيعي. الشيخ خالد اعتبر أن زيارة نجاد للبحرين «تشكل دعما قويا للعلاقات الثنائية بين البلدين»، ودعا في الوقت ذاته إلى «البحث عن مخرج لشبح الحرب الذي يهيمن على المنطقة».

حديث الشيخ خالد يبعث على الارتياح لدى المراقبين؛ لأنه خارج من قلب محب لبلده ومحب للإسلام في المنطقة، ومن عقل ينظر إلى أهمية إيران، التي عبر عنها لـ «الشرق الأوسط» بـ «الجار الإيراني»، وتحدث عن العلاقات التي تربط البحرين وإيران بصفتهما «دولتين جارتين» يتوجب عليهما «التشاور المستمر لمصلحة المنطقة ككل»، ولكن هذا التشاور سيدخل في القضايا الجادة والمفيدة لشعبي البلدين؛ لأن الزيارة بحسب تعبير الشيخ خالد «تشكل دعما قويا للعلاقات الإيرانية البحرينية، فنحن بلدان صديقان ولدينا مصالح مشتركة نتطلع لتعزيزها»... وعقب «أقول شكرا شكرا شكرا للرئيس الإيراني، الذي بالفعل يسعى إلى تعزيز أواصر العلاقات الثنائية بين بلاده والبحرين، ونحن من جهتنا سندعم هذه التوجهات لما فيه مصلحة البحرين وإيران».

لعل موضوع تزويد إيران (أو أية دولة أخرى) للبحرين بالغاز الطبيعي يحتل أهمية استراتيجية لمستقبل التنمية الاقتصادية في البحرين، ولكن الأهم من كل ذلك أننا بحاجة إلى تجسير العلاقات على أساس الثقة المتبادلة، وعلى أساس عدم النظر إلى الماضي إذا كان في الماضي ما يعكر المستقبل مع الاقتناع بأن المستقبل سيكون مختلفا عما مضى.

إن الرئيس الإيراني يحل ضيفا على البحرين اليوم في وقت لا يقل حرجا عن الماضي بالنسبة إلى التحديات الإقليمية والتصعيد في التصريحات بين أميركا وإيران، وهذا التصعيد تتخلله بعض التهدئة بين فترة وأخرى، ولكن التموج في الحدة والتهدئة لا ينفعنا كثيرا، وما نحن بحاجة إليه هو التهدئة الفعلية.

إن أمن الخليج يهمنا أولا قبل أن يهم الدول البعيدة، والبحرين ستحتضن «حوار المنامة» مطلع الشهر المقبل لمناقشة الملفات الأمنية الاستراتيجية، ومن المحتمل أن تشارك إيران بوفد رفيع المستوى في «حوار المنامة»، وستكون بالقرب من وفود رفيعة المستوى من أميركا والدول الأخرى، وجميع هذه الوفود تتكون من مسئولين عن الأمن القومي في كل بلد، ولعل البحرين، على رغم حجمها، تستطيع أن تلعب دورا ايجابيا نحو إقامة نظام أمني متعدد الأطراف؛ لأن ما يضر إيران، أو أية دولة من دول الجوار، هو أيضا «ضرر للبحرين».

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1898 - الجمعة 16 نوفمبر 2007م الموافق 06 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً