ثمة فن للانتقام الخفي موجود في أوساط مجتمعنا في هذه الأيام بواسطة الرسائل النصية المنبعثة من التلفونات النقالة، إذ إن ذلك الشخص المبتلى بمرض الانتقام وتفكيك الأسر الهانئة المطمئنة قد استحوذ على قلبه وعقله الرجيم وأخذه في نفقه المظلم، ويهديه بكل براعة ودهاء إلى الهوة السحيقة ليفرق بين المرء وزوجه إلا ما شاء الله، والملاحظ في هذا الوقت بالذات أخذت حمى الرسائل النصية منحنى خطير، إذ يقوم بعض الأشخاص بشراء بطاقة مجهولة المالك يعني لا تحمل أي اسم إلا الأرقام فقط، ويبدأ بعد ذلك مشواره التخريبي الجهنمي بقصد الفرقة بين الزوجين بواسطة إرسال تلك الرسائل النصية القاتلة للزوج تحثه وتنصحه بأن زوجتك مع علاقة بآخر، وهكذا دواليك إلى أن رسخت فكرة الصدق بما قيل وأرسل إليه وأحكمت السيطرة على دماغه وقلبه، وتبدأ بعد ذلك نشوب نار الغيرة والشك وتستشري رائحة الفتنة في ذلك الجو الهادئ الممتلئ بالحب والحنان والعاطفة وتزلزل قواعد العش الزوجي رياح التخريب والجهل والغل النفسي.
واحدة من هذا المجتمع انكوت بهذه النيران القذرة وتعرضت لشتى أنواع الأكاذيب والافتراءات لدى رب أسرتها من قبل أولئك العابثين بمشاعر الآخرين، حتى باتت تحت وطأة تهديد بعلها لها بالانفصال وهي تحاول التغلب على شرور الزوج واندفاعه وتفنيد ادعاءاتهم الهدامة تارة بالقسم الإلهي وتارة أخرى بكتابه العزيز، حتى أخذ بها المطاف للذهاب إلى شركات الاتصال لتتعرف على الشخص مرسل الرسائل لكن مع الأسف الشديد باءت كل محاولاتها بالفشل وكما أفادوها أيضا بأن الرقم ليس له اسم لذلك يصعب عليهم التعرف على مستخدمه، بعد هذه الانتكاسة والصفعة المؤلمة من قبل شركات الاتصالات رجعت وهي تجر أذيال الخيبة والخسران والقهر طابع بصماته على وجهها البريء.
إذا كان هذا الهدم والتخريب للأسر الآمنة والمطمئنة في بيتها ومخدعها نابع من أناس همهم التفريق بين الزوجين وتمزيق وصال الحب والارتباط الأسري، ندعو كل من أخواننا المعنيين في شركات الاتصالات أن يقطعوا رأس الأفعى بكل قوة وفي أسرع وقت، قبل أن تنفث سمومها المميتة في أجسام أناس آخرين أخذت نفحات البراءة تنحدر من وجناتهم، والبيت الزوجي السعيد بدأ بالاتساع بأهله وزينة الحياة الدنيا، ثم تأتي ثعالب المكر والخديعة لتهديم ذلك الصرح الأسري الهانئ العتيد.
مرة أخرى نوجه نداءنا المحفوف بالاستياء والغبن إلى من يملكون شرف النخوة والحمية والغيرة على هذا المجتمع الأبي في شركات الاتصال، بأن يتصدوا ويوقفوا مهزلة الرسائل النصية الهدامة المنبعثة من بطاقات خدمة النقال مجهولة المالك ولا تحمل اسم حاملها بشكل فوري وبأسرع وقت، للحفاظ على البيت والعش الزوجي وإثراء السعادة والطمأنينة لدى الزوجين ولم شمل الأولاد من الشتات والضياع.
مصطفى الخوخي
العدد 2276 - الجمعة 28 نوفمبر 2008م الموافق 29 ذي القعدة 1429هـ