في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم وتكثف الجهود العربية والدولية من أجل إنجاح أو إفشال عقد مؤتمر الخريف المقبل بشان عملية السلام حتى لا تضيع حقوق الشعب الفلسطيني، تواصلت المواجهات المسلحة أمس بين أنصار حركة «فتح» وعناصر الشرطة الفلسطينية التابعة لحركة «حماس» في قطاع عزة وأسفرت عن إسالة المزيد من دماء الفلسطينيين.

تصريحات وتحذيرات وتهديدات كثيرة تترى من الجانب الفلسطيني تحدد ماذا يريدون من أي مؤتمر سلام يعقد وتحدد إطارا زمنيا لأي تفاهمات يتم التوصل إليها وتؤكد التمسك بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية المقبلة وبحق عودة اللاجئين ويجد ذلك الدعم والمساندة والتفهم من الأطراف المعنية بالأمر.

وفي غضون ذلك تتحول الساحة الفلسطينية إلى حلبة صراع وتصفية حسابات، إذ لا تمر مناسبة وطنية أو مناسبة تخص أحد فصائل المقاومة إلا نرى ونسمع ما يقلقنا ويفرح العدو بلا شك. فاحتفال جماهيري لـ»فتح» في غزة بمناسبة ذكرى رحيل عرفات الزعيم والرمز الفلسطيني لم يجد الاحترام والتقدير من قبل «حماس» التي تعتبر أن القطاع صار حكرا عليها فاعتدى أفراد شرطتها على الحضور، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحي بالعشرات.

فادحة الحادث وضخامة حصيلة الضحايا لا تترك مجالا أمام حركة «حماس» للتبرير وإطلاق الاتهامات للآخر، لأنه في المحصلة الخسارة تنسحب على الشعب الفلسطيني ويمتد أثرها ليشمل كل القضية. فمتى يتوقف ذلك العبث؟