تمر حياة الإنسان بمراحل مختلفة طوال فترة وجوده على وجه هذا الكوكب، إذ يبدأ طفلا صغيرا وينتهي شيخا كهلا، وبينهما يعيش شبابه وقوته التي يقدم خلالها أبرز ما لديه في مختلف الحقول.
فالتغيير سمة الحياة والثبات فيها من المستحيلات لذلك فإن مستوى اللاعبين يتفاوت من مرحلة إلى أخرى، وكما من الممكن أن يبلغ اللاعب القمم فإن مستواه يتراجع لعدة أسباب عمرية وفنية.
واللاعبون عادة ما يقررون الاعتزال بعد وصولهم إلى مرحلة عمرية معينة أو لأسباب نفسية يصل فيها اللاعب إلى مرحلة الرغبة في التوقف.
فقد أثار اعتزال نجم المنتخب الوطني الأول وهداف آسيا علاء حبيل حفيظة الكثيرين الذين يعتقدون أن علاء مازال قادرا على إعطاء المزيد ولم يصل بعد إلى مرحلة الاعتزال، في الوقت الذي يرى فيه اللاعب أنه وصل فعلا إلى المرحلة التي يجب فيها أن يتوقف عن اللعب.
الخروج في القمة أفضل بكثير من الخروج في القاع، وبغض النظر عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء اعتزال حبيل، فإن باعتقادي أن على الجميع احترام هذه الرغبة وعدم الوقوف في وجهها، لأن قرار الاعتزال لا يتخذه اللاعب إلا بعد تفكير طويل وصراع مرير عن النفس، وهذا ما أكده حبيل في خطابه بأن قراره نهائي ولا رجعة عنه مطالبا رئيس اتحاد الكرة باحترام رغبته هذه.
العمر الزمني للاعب البحريني هو بلاشك أقل بكثير من العمر الزمني للاعب الأوروبي المحترف الذي أعد بشكل سليم منذ الصغر ما يعطيه القدرة على الاستمرار لفترة أطول في الملاعب. فقليل من اللاعبين البحرينيين استمروا لسنين طويلة وابتعد معظمهم من سن أكبر بقليل من عمر حبيل ومقارب لسن طلال يوسف وحسين علي اللذين أعلنا اعتزالهما من قبل.
حبيل وغيره لاشك في انهم إلم يعتزلوا في هذه الفترة فسيعتزلون في الفترات المقبلة القريبة، ولاعبو المنتخبات يتغيرون باستمرار ولا يثبتون على وجوه معينة.
ولقد أعطى جيل حبيل ورفاقه الكثير للكرة البحرينية وأوصلوها إلى أفضل مراتبها على المستوى الخليجي والآسيوي والعالمي وعلى من يخلفهم في حمل شارة المنتخب مسئولية كبيرة في الحفاظ على السمعة التي وصل إليها الجيل الحالي من اللاعبين.
التغيير سمة الحياة وبقاء الحال من المحال، ولكل قصة نهاية ومن الأفضل أن نحدد نهاية قصتنا بأنفسنا بدل أن يحددها الآخرون لنا، وهذا ما فعله حبيل ورفاقه في المنتخب وهو عين الصواب.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 1894 - الإثنين 12 نوفمبر 2007م الموافق 02 ذي القعدة 1428هـ