يعيش لاعب نادي سترة صادق عيسى البالغ من العمر 22 عاما معتمدا على الأوكسجين للتنفس حاله حال بقية خلق الله، لكنه يختلف عنهم في أن شهيقه وزفيره يدخل ويخرج من رقبته عبر أنبوب موصل إلى البلعوم!

وحالة الشاب «صادق» واحدة من أكثر القصص الموجعة لضيق ذات اليد وخصوصا بالنسبة للمواطنين من ذوي الدخل المحدود الذين ينتظرون قرارا يأتي بالفرج، وقد لا يأتي.

في يوم 28 أبريل/ نيسان من العام الجاري، تعرض «صادق» إلى حادث مروري أدى إلى إصابة بليغة ترتب عليها إدخاله لتلقي العلاج في المستشفى، ودخل في غيبوبة لمدة أسبوعين، ونظرا لإصابته بكسر في الرقبة بالفقرتين السادسة والسابعة، تمت معالجته على يد أحد الإستشاريين ومن لطف الله أن الحبل الشوكي لم يصب بضرر وإلا لكان تعرض للشلل!

ونظرا لعدم وجود الجهاز الطبي المطلوب لعلاج كسر الرقبة، أحضر إخوته الجهاز من إحدى الدول الخليجية، وبعد إزالة الجهاز، اكتشف الطبيب الإستشاري إصابة «صادق» بضيق في مجرى التنفس وتم إبقاؤه في المستشفى لمدة أسبوع.

وبتاريخ 2 أغسطس/ آب أدخل من جديد إلى المستشفى بعد أن ساءت حالته وأجريت له عملية لإحداث فتحة في البلعوم، وتم إجراء عملية منظار لتوسعة مجرى التنفس لكن كل تلك العمليات لم تكن ناجعة ما حذا بالاستشاري إلى التأكيد على ضرورة ترحيله للخارج للعلاج في مركز طبي متقدم في ألمانيا بعد أن عرف باسم الطبيب الاستشاري هناك، إلا أن الإصابة التي انتقلت معه إلى المنزل، وهي التنفس عن طريق البلعوم، أصابت ذويه بالذهول... إذ كيف يسمح لمريض في هذه الحالة بمغادرة المستشفى وهو يسير حاملا (جهازا طبيا غريبا) لولاه لما تنفس!

ولكن ما الذي جرى؟ يقول شقيقه عبدالله عيسى إننا قطعنا شوطا في متابعة هذه الحالة، فبعد إعادة صادق إلى البيت كنا في حيرة من إهمال حالته وهي بهذه الخطورة، وخصوصا أن فتحة البلعوم قد تتعرض للفيروسات والإلتهابات الخطرة على حياة أخي، وتابعنا مع الاستشاري المعالج، إلى أن تم تحويلنا على لجنة العلاج بالخارج، فقد كان مطلبنا الوحيد هو إرساله للعلاج في الخارج بعد أن أصبحت حالته الصحية تتدهور يوما بعد يوم، لكن المسئولين لم يحركوا ساكنا أبدا.

ورفع الاستشاري المعالج تقريرا إلى لجنة العلاج بالخارج، كما طلب أحد أعضاء اللجنة أوراقا ثبوتية من الإدارة العامة للمرور، ومن شركة التأمين على مدى شهر كامل، ثم بعد استلام كل الأوراق الثبوتية أبلغونا بأن القرار ليس في يد اللجنة وإنما في يد لجنة مختصة بالحوادث ونحن نتساءل: «لماذا لم يرسل إلى اللجنة المختصة منذ البداية بدلا عن تضييع الوقت؟».

وتسلم ذوو المريض صباح الثلثاء الماضي تأكيدا من اللجان الطبية أن الموافقة تمت لعلاج صادق في الخارج، وفي انتظار إكمال الإجراءات، إلا أن أهل المريض يطالبون بسرعة اتخاذ الإجراءات وعدم التأخر في ترك الحالة حفاظا على صحته وخصوصا أنه فقَدَ القدرة على الكلام والعيش في وضع سليم.

وعبر الأهل عن استيائهم من تعامل نادي سترة وإدارييه حيث لم يزر أحدهم «صادق» أو سأل عن أحواله واطمأن عليه عدا باقة ورد في أول أيام الحادث حينما كان في العناية المركزة.

ووفقا لمصدر باللجنة، فإن هناك موافقة مبدأية على إنهاء إجراءات علاج «صادق» بالخارج في أسرع وقت، تأكيدا لما نقله الأهل من موافقة اللجان الطبية، إلا أن الأهل قلقون من دخول تلك الإجراءات في تعقيدات تطيل أمد معاناة ابنهم