العدد 1894 - الإثنين 12 نوفمبر 2007م الموافق 02 ذي القعدة 1428هـ

صناديق التحوّط التابعة للمصارف تبدأ الاستثمار في المنطقة قريبا

إنفستكورب لديه 100 موظف للصناديق

بين مصرفي كبير في المصرف الاستثماري العالمي انفستكورب أن المصرف لديه 100 موظف يعملون على صناديق التحوط التي يديرها البنك من ضمنهم 25 موظفا لإدارة المخاطر وحدها، في وقت ينتظر أن توسع المصارف والمؤسسات المالية الاستثمارات في صناديق التحوط التابعة لها للاستثمار في المنطقة خلال عامين.

وأبلغ المصرفي إبراهيم جرجور «الوسط» على هامش مؤتمر بشأن صناديق التحوط عقد في البحرين أن «استثمارات صناديق التحوط عالمية في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية وآسيا، ولدى مديري الصناديق استراتيجيات معينة».

وأوضح أن لدى المستثمرين، وخصوصا في منطقة الخليج، في الوقت الحاضر استثمارات جيدة في صناديق التحوط، وأن نسبة الاستثمارات من المحافظ تنمو تدريجيا بسبب وفرة السيولة والدخل الجيد وتنوع في محافظ المستثمرين. أما بالنسبة إلى صناديق التحوط التي تستثمر مباشرة في دول الخليج فقد بدأت تنمو؛ لأن الأسواق في الخليج والشرق الأوسط بصفة عامة تنمو.

وأضاف «اعتقد أنه في غضون العامين المقبلين فإن انفستكورب سيكون احد المؤسسات المالية التي قد تستثمر في المنطقة في صناديق التحوط. سيكون ذلك ضمن المؤسسات الأخرى، إذ إن بعض الصناديق ذات استراتيجيات معينة تستثمر الآن في المنطقة».

غير أن جرجور قال إن صناديق التحوط طويلة وقصيرة المدى، وإن استثمار صناديق قصيرة المدى لايزال صعبا في المنطقة بسبب نقص التشريعات.

وذكر جرجور أن جميع صناديق التحوط البالغة نحو 10 صناديق تقريبا توجد خارج المنطقة، «وأن أهم شيء في صناديق التحوط هو إدارة المخاطر؛ لأنها مهمة ويجب أن يكون لديك نظام متخصص في إدارة المخاطر. ونحن في انفستكورب لدينا 25 موظفا من أجل إدارة المخاطر من أصل 100 موظف يهتمون بصناديق التحوط».

وأضاف «إذا وجدت التشريعات لصناديق التحوط للاستثمار في المنطقة فستدخل المصارف فيها. التشريعات على وشك أن تبدأ في البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة وبقية دول الخليج العربية، وهذا سيزيد التنوع في صناديق التحوط». وبين أنه قبل خمس سنوات حتى في آسيا كانت مجالات الاستثمار في صناديق التحوط ضعيفة؛ لأن التشريعات والأسواق كانت غير جاهزة. وأفاد بأن دراسات أوضحت أن معدل استثمارات المستثمرين في دول الخليج العربية في صناديق التحوط تبلغ بين 3 و5 من صناديقهم، وأن «المستثمرين الخليجيين لديهم مجال لزيادة استثماراتهم في هذه المحافظ وخصوصا في ظل توافر السيولة القوية، وأن الإقبال على صناديق التحوط في الخليج سيكون قويا».وتشهد دول المنطقة ازدهارا ونموا اقتصاديا غير مسبوق منذ نحو ثلاثة أعوام بسبب صعود أسعار النفط إلى مستويات لم يسبق لها مثيل، إذ بلغت أكثر من 90 دولارا للبرميل الواحد، ما ساهم في زيادة دخل الدول الست إلى مستويات قياسية.

وتطرق إلى المخاطر التي قد تتعرض لها، فقال إن الصناديق «إجمالا وخصوصا صناديق التحوط مخاطرها أقل بكثير من الاستثمارات التقليدية بسبب وجود تنوع في الصناديق، الأمر الذي يخفف الأخطار ولكن في الوقت نفسه يجب أن يكون لديك نظام لإدارة المخاطر، وان انفستكورب نشط في هذا المجال منذ 11 عاما». وكان الشريك في انفستكورب الشيخ سلمان آل خليفة توقع أن يزيد المستثمرون في منطقة الخليج من استثماراتهم في صناديق التحوط، وخصوصا بعد مبادرة مصرف البحرين المركزي بوضع قوانين وأنظمة تسمح بفتح مثل هذه الصناديق في المملكة التي تعج بالصناديق الاستثمارية البالغ عددها نحو 2300 صندوق. وقال الشيخ سلمان «نرى أن المنطقة ستزيد من استثماراتها في هذا النوع من الاستثمار في المستقبل بسبب أن القوانين في البحرين تسمح الآن بتأسيس صناديق تحوط. وهذه النظم أو المبادرة من مصرف البحرين المركزي بفتح الأبواب لصناديق التحوط للتأسيس في البحرين أمر جيد؛ لأن أكثر صناديق التحوط إلى الآن تقع في مراكز مالية خارج المنطقة». ويصل حجم صناعة صناديق التحوط في العالم إلى 2 تريليون دولار، من ضمنها ما بين 200 و500 مليار دولار من المنطقة. وزادت الوفرة المالية في المنطقة في العامين الماضيين بسبب الطفرة الاقتصادية التي تعيشها دول الخليج.ويدير بنك انفستكورب ومقره البحرين نحو 6.7 مليارات دولار من الأصول في صناديق التحوط ما يجعله أحد أكبر المستثمرين العالميين في هذا المجال، وقال الشيخ سلمان إن هذه الأموال تستثمر في صناديق في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وآسيا. وأصدر مصرف البحرين المركزي في يونيو/ حزيران الماضي القوانين الخاصة بجميع أنواع الصناديق، واثنان من العقود يمكن استخدامها لصناديق التحوط الإسلامية مثل «العربون» (Arboon) الذي تشبه طبيعته المشتقات وله أصول تدعم هذا النوع من العقود، بالإضافة إلى «بيع السلم» (Salam sale) وهذا نوع من العقود وطبيعته تشبه طبيعة العقود المستقبلية.

وعدد صناديق التحوط الإسلامية العالمية قليل إذ لا يتعدى 14 صندوقا. وتستخدم صناديق التحوط على نطاق واسع من قبل المحافظ الاستثمارية للمؤسسات والأفراد أصحاب الثروات الكبيرة لتنويع الاستثمارات والمحافظة على الثروات وزيادتها.

وجمع انفستكورب من صندوق نمو الفرص الخليجي حتى الآن نحو 650 مليون دولار من دول الخليج العربية من أصل مليار دولار يرغب المصرف في جمعها. وهذه هي أول مرة يقوم انفستكورب بالاستثمار في الشركات الخاصة في دول الخليج.

وكانت الأسواق المالية العالمية تأثرت في وقت سابق من العام الجاري بسبب مشكلة الرهن العقاري في الولايات المتحدة الأميركية، ما تسبب في هبوط في أسواق الأسهم ودفع المصارف المركزية الأوروبية والآسيوية إلى ضخ مئات المليارات من الدولارات لتهدئة الأسواق.

العدد 1894 - الإثنين 12 نوفمبر 2007م الموافق 02 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً