العدد 2276 - الجمعة 28 نوفمبر 2008م الموافق 29 ذي القعدة 1429هـ

العصفور: أهل البيت تصدوا لأشكال الانحراف الفكري والعقائدي

الوسط - محرر الشئون المحلية 

28 نوفمبر 2008

تحدث خطيب جامع عالي الكبير الشيخ ناصر العصفور في خطبة الجمعة أمس عن دور أئمة أهل البيت (ع) في الدفاع عن حريم الإسلام والقرآن ومواجهة الاتجاهات المنحرفة والأفكار الغريبة بالمحافظة على خط الإسلام ونقاء الشريعة، وذلك من خلال جهودهم العلمية والفكرية، وتصديهم لمواجهة كل أشكال الانحراف الفكري والعقائدي.

وقال: «إن من يراجع مناظرات الأئمة (ع) وحواراتهم ومناقشاتهم مع مختلف التيارات الدينية، وأصحاب الاتجاهات المختلفة يدرك حجم هذا الدور وغزارة المادة المطروحة في هذه النقاشات، وتنوعها. والتي أثرت الفكر الإسلامي والثقافة الإسلامية. وأسهمت في إيجاد الحلول لكثير من الإشكالات الفكرية والعقائدية، التي كانت مثار جدل كبير في الأوساط العلمية والثقافية آنذاك».

وأشار في معرض كلامه عن سيرة الإمام التاسع من أئمة أهل البيت (ع) الإمام محمد بن علي الجواد (ع) في ذكرى وفاته إلى أن تاريخ التشيع مر بمنعطفات كبيرة، وفترات تاريخية صعبة، في زمن أعداء أهل البيت (ع) الذين مارسوا الاضطهاد لمتابعي أهل البيت الذين عانوا من الإقصاء والتهميش والقتل والتشريد، وفي ظل هذه الظروف الصعبة والمعقدة كانت وصايا الأئمة (ع) لأتباعهم بلزوم الحيطة والحذر من الانسياق لردود أفعال غير مدروسة، تؤدي إلى أوخم العواقب وأسوأ النتائج، وهذا ما نجده جليّا في وصايا الإمام الجواد لأصحابه، والتي يقول فيها «لا تعالجوا الأمر قبل بلوغه، فتندموا ولا يطول عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم وارحموا ضعافكم واطلبوا من الله الرحمة بالرحمة منهم». فالإمام ينبئ أتباعه إلى حال التوازن بالتعامل مع الأوضاع والأحداث، فلا يستدرجون إلى مطبات وفتن ولا يعيشون حال اليأس والإحباط بل عليهم أن يعالجوا أوضاعهم بالحكمة وبعد النظر وأن يكونوا متعاونين فيما بينهم. وتابع ومما روي عنه أيضا أنه كان يذكر أصحابه بوصية جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) لقيس بن سعد بن عبادة والتي يقول فيها «يا قيس إن للمحن أَخريات لابد وأن تنتهي إليها، فيجب على العاقل أن ينام لها إلى إدبارها، فإن مكابدتها بالحيلة عند إقبالها زيادة فيها». فهو (ع) ينبه إلى أن المحن وبالخصوص الفتن التي قد يستدرج لها الناس وفق مخططات مدروسة لابد أن يتعامل معها الإنسان اليقظ بحذر وحيطة. وأشار العصفور إلى أن ما تركه الأئمة من تراث فكري وعلمي هو تراث ضخم وثري، أعطى حصانة قوية ومتينة للفكر الشيعي أمام كل محاولات التشكيك أو الإثارة بشأن المعتقدات على مر التاريخ الطويل.

وانتقد العصفور البيان الذي أصدره مجموعة من المثقفين الشيعة الذين يدعون إلى تصحيح مسار الطائفة في العالم العربي، وقال إنه ليس بصدد مناقشة الأفكار المعروضة في البيان المذكور وما اشتمل عليه من خلل منهجي وتدخل سافر في مجالات علمية ترجع إلى أهل الاختصاص، وأشار إلى نقطة وهي أن البيان المذكور لا يتضمن مجرد أفكار ومقترحات بحسب تصورهم، وإنما هو بيان يحمل جنبة سياسية ودعوة صريحة لأبناء الشيعة لتبني هذه الأفكار والطروحات التي يدعون إليها. وهنا نقول كيف يمكن لعدة أشخاص يحملون تصورات محددة وبثقافة محدودة أن يقرروا مسار طائفة بمعزل عن المعنيين بأمر هذه الطائفة من مرجعيات دينية والمفكرين وأهل الاختصاص في مجال الفكر والعقائد والفقه. وهذا يعتبر استفرادا واستبدادا، فهل هؤلاء يتعاملون مع جمعية أو مؤسسة خيرية لينبري عشرة أشخاص فيطرحوا مرئياتهم وأفكارهم بكل هذه البساطة ويدعوا إلى أن يعمل أبناء الطائفة على أساسها

العدد 2276 - الجمعة 28 نوفمبر 2008م الموافق 29 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً