العدد 2276 - الجمعة 28 نوفمبر 2008م الموافق 29 ذي القعدة 1429هـ

تجديد الخطاب الديني ضرورة لتوحيد المسلمين ونبذ الفرقة

الوسط - محرر الشئون المحلية 

28 نوفمبر 2008

دعا خطيب مركز الفاتح الإسلامي بالجفير فريد المفتاح أمس إلى ضرورة تجديد الخطاب الديني، مشيرا إلى أنه السبيل لنبذ الفرقة بين المسلمين وتوحيدهم ونشر الإسلام وقيمه.

وقال المفتاح: «يتميز عصر العولمة الذي نعيشه بتحويل هذا العالم إلى قرية كونية، الأمر الذي أدى إلى مزيد من التفاعل البشري والتنافس الحضاري. كما يتميز عصرنا الحاضر بتطور هائل في تكنولوجيا الاتصال، حيث وصل الإنسان إلى القمر وأرسل أجهزة إلى المريخ، واخترعت آلات جديدة للتواصل بين أكبر عدد من الناس كما في شبكة الإنترنت والهواتف الخلوية والأقمار الاصطناعية والقنوات الفضائية».

وتابع «في خضم هذا التطور المنقطع النظير، أفرز تحديات على مستويات عدة؛ دينيا وحضاريا وسياسيا وإعلاميا. ومن هنا بات من الضروري بل من الحتمي، إزاء تلكم التغيرات الكبيرة أن يحدث التغيير والتجديد في الخطاب الديني الإسلامي، ذلك لأن المسلمين في كل عصر مطالبون بإبلاغ رسالة الله، يقدم الإسلام مبادئا وأخلاقا بأسلوب مقبول يرشد من الغي ويهدي من الضلالة ويقرب البعيد ويقرب العنيد، يهدي الكافر ويؤلف النافر، ومتى خلا الزمان من هذا البلاغ التجديدي، لحق التقصير والتأخر والتراجع بالمسلمين».

ولفت إلى «إن البلاغ والدعوة إلى الله، هي سبيل الرسل عليهم الصلاة والسلام، لذلك فالخطاب الإسلامي المرغب المحبب هو دأب الصالحين وخلف النبيين والخيريين.إن الواقع البئيس الذي يعيشه العالم اليوم، يفرض على المسلمين أن يقدموا الخير العميم الذي يمتلكونه، مستغلين الأدوات الحديثة، بفهم واقعي مواكب تحقيقاَ مفهوم الوسطية التي يتميز به الإسلام والشمول على بقية الديانات. وهذا الشمول يقوم على السماحة، عقيدة التوحيد التي وحدت غاية النفس البشرية، وحصنتها، وهذبت الرغبات، ووجهت الشهوات الحيوانية، فأرست المبادئ وأنشأت خير أمة أخرجت للناس، ففرح الكون وانتشرت الحضارة الإسلامية».

وأضاف «إلى جانب الرحمة التي جعلها الله للناس كافة دون اعتبار لدين أو عرق وثقافة، الرحمة التي تشيع اليسر والتراحم بين البشر، وتزيل التعصب الديني والشقاق الطائفي، كما تمكن العالم من وقف نزيف الدم الذي أحدثته الحروب الطاحنة والخلافات الطائفية التي بدأت تبرز بشكل واضح على خريطة العالم الإسلامي».

وأكد المفتاح «أن الخطاب الإسلامي يبلي بلاء حسنا في الدعوة إلى الله، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، كما أن الخطاب تعتريه بعض السلبيات التي تعترض سبيل الدعوة الإسلامية، ومن الأسباب التقوقع والانغلاق والتناقش في أفكار قديمة، والعيش في أحداث الماضي والانغلاق على أحداث التاريخ والتعامي عن هموم ومشاكل عصرنا، وتنوعت من معطيات، وسادت من ضرورات».

وتابع «من السلبيات التي أصابت سبيل المسلمين تكفير بعضهم بعضا ما يعرض مصداقيتنا للزوال. وما تعاني منه الأمة الإسلامية التغني بالألقاب. والغفل عن النقائص والعيوب ولا يقيمون أنفسهم بل يرددون «كنتم خير أمة أخرجت للناس» ويفهمونها فهما معوجا. وما ظهر أيضا الإرهاب باسم الإسلام وتفجير الآمنين، وقتل الأبرياء وهو الاتجاه الذي لا يسلم بالتعددية الفكرية والمذهبية والاتجاه الذي لا يشجع قليل الخير بغية إكثاره، بل يهاجم كثير الخير لهدمه، ويعبد الله على حرف، فأنى له أن يمثل الخطاب الديني الإسلامي

العدد 2276 - الجمعة 28 نوفمبر 2008م الموافق 29 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً