تعتبر شركة «اكسم» الشركة الثالثة الراعية لمسابقات الاتحاد البحريني لكرة القدم للموسم الجاري بعد أن فك اتحاد الكرة عقده مع «شووت» حتى وصلت القضية الخلافية بينهما إلى أروقة المحاكم بعد الاتفاق المبرم لمدة 8 مواسم، ولكن الاتفاق لم يستمر ولو لنصف المدة.
أما شركة «ميتاف» فهي من جانبها فكت العقد المبرم مع اتحاد الكرة ولم تستمر سوى عام واحد فقط بعد فشلها الذريع في الإيفاء بوعدها الذي أطلقته بجذب الجماهير إلى الملاعب الكروية، فكان أسوأ موسم على الإطلاق هو الموسم الماضي من ناحية الحضور الجماهيري.
أما هذا الموسم فجاء دور شركة «اكسم» لرعاية مسابقات اتحاد الكرة، ولكن نحن نسأل ما عسى أن تفعله هذه الشركة لجذب الجماهير من إغراءات مالية وجوائز عينية وغيرها من الأمور المشجعة للحضور الجماهيري.
أسبوعان مرا على بدء شركة اكسم فعليا للرعاية، ولكن الأمور مازالت غامضة ومبهمة ولا ندري ما الذي ستقدمه هذه الشركة من أفكار وابتكارات فاعلة ومشجعة لجذب الجماهير إلى مدرجات الملاعب الثلاثة.
من المعروف سابقا أن الشركة التي تود الرعاية تقوم بعقد مؤتمر صحافي لوسائل الإعلام لعرض أفكارها وأطروحاتها وأهدافها والغرض من الرعاية وكم المدة الزمنية لهذه الرعاية، ولكن شركة اكسم بدأت الدوري ولم تطرح رؤاها ولا أفكارها، وليست لديها أي مقترحات، ولم تقل لنا كيف ستجذب الجماهير من دون إعلانات مثيرة، سواء كان ذلك في الصحافة المحلية أو التلفزيون أو حتى في الشوارع، كما فعلته شركة شووت من خلال طرح تذاكر «امسح واربح» بجوائز مختلفة، وان كانت هناك أمور قامت بها شووت قد لا نتفق معها في الاستراتيجية التي قامت عليها في طريقة عرض التذاكر، ولكن كانت هناك بعض الإغراءات التي جعلت الجماهير نوعا ما تذهب إلى الملاعب ولو من أجل هذه الجوائز، وهذا ما افتقدناه مع شركة ميتاف في الموسم الماضي مع وعودها المستمرة برصد الكثير من الجوائز المشجعة، ولكن ذلك لم يحدث.
شركة اكسم كأنها تسير على الطريق نفسه، فلم نر في الشوارع ولا في الصحافة ولا التلفزيون أي إعلانات تدلنا على أن اكسم عاقدة العزم وبأسلوب مختلف عن سابقاتها، وما شاهدناه داخل الملعب من الإعلانات المتحركة تقنيا لن يزيد من الأمر أي تقدم، وبالتالي ستبقى المدرجات خالية إلا مما ندر.
المشكلة لا تكمن فقط في سلبية الشركة الراعية، وإنما للاتحاد البحريني لكرة القدم أيضا نصيب من هذا الفشل للشركات الراعية من دون أن يكون له الدور المؤثر في بلورة الفاعلية لجذب الجماهير إلى مدرجات الملاعب، من خلال رصد بعض الجوائز سواء للاعبين والفرق وحتى الجماهير ولن تكون باهظة، ولكن مساهمة منه لإنجاح المهمة مادامت الشركة الراعية سلبية في هذا الأمر.
على الشركة الراعية الجديدة (اكسم) أن تضع النقاط على الحروف ولا تضع الربح هو الأساس، مع أنه أمر واقعي وعقلاني في المقام الأول، إلا أننا في المقابل نريد ما ينجح مسابقاتنا عبر هذه الرعاية.
نحن نطالب هذه الشركة الراعية بعقد مؤتمر صحافي لوسائل الإعلام المحلية لشرح أهدافها والاستراتيجية التي سيقوم عليها الكادر المكلف بمهمة العمل مع الشركة والرد على تساؤلات الصحافيين من دون تردد لكي تكون العملية واضحة وشفافة وبعيدة عن الغموض المحيط ببنود هذا الاتفاق.
أيضا على الشركة مراعاة الوضع الاجتماعي لشريحة الجماهير التي يطغى عليها فئة الشباب الصغار من عمر 15 سنة فما فوق، فهذه الشريحة معظمها من الطلاب وبالتالي عاجزة عن دفع رسوم تذاكر الدخول للمباريات، وعليها أن تدرك جيدا حال الفقر الكبير لمعظم الأسر البحرينية، وعدم مقدرتها الدفع لأبنائها من أجل شراء التذاكر، وبالتالي سعر التذكرة المناسب قد يكون مساهما في جذب الجماهير إلى مدرجات الملاعب.
وعلى الشركة ابتكار الأمور الجديدة من خلال إعطاء الرغبة لدى الجماهير بشراء التذاكر المشجعة بواسطة فكرة «امسح واربح» أو غير ذلك من الأفكار والابتكارات الجديدة، ولا تترك الأمور بشكل تقليدي وتسيير الأمور بالبركة.
في الوقت الذي نطالب الشركة فيه بعروض مشجعة للجماهير، نطالبها ايضا بأن تضع في اعتبارها من هم على المستطيل الأخضر من اللاعبين والحكام من خلال رصد جوائز لأفضل لاعب في الأسبوع مع حكم الأسبوع، ولا نعتقد أنه سيكلف الشركة كثيرا، بل ستكون مساهمة بشكل واضح في رفع المستوى الفني للدوري، وسيكون له الأثر المباشر لجذب الجماهير للملاعب عندما يكون المستوى الفني مرتفعا والمنافسة شديدة، فالجماهير البحرينية معروف عنها أنها تتذوق مثل هذه المنافسة القوية، فتراها تتوجه إلى الملاعب حتى وان لم تكن هناك جوائز مشجعة، ولكن بشرط ارتفاع الأداء الفني، ورصد الجوائز للاعبين والحكام من أساس النجاح وارتفاع المستوى الفني.
ونطالب شركة اكسم بالتعاون مع جميع الصحف المحلية من دون استثناء والمساهمة معها على إنجاح الموسم وتطوير الكرة المحلية من خلال إعلاناتها وأخبارها أولا بأول، وحينها نقول إن الشركة «اكسم» لها بصمات واضحة في هذا النجاح.
نأمل من الشركة الراعية أن تأخذ في اعتباراتها الأساسية كيفية إنجاح الموسم وجذب الجماهير بالأمور المشجعة سواء كانت مالية أو عينية خلال الموسم، وهذا ما نريده فعلا، والله عز وجل هو الموفق لكل من يجتهد ويثابر ويطلب النجاح.
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 1893 - الأحد 11 نوفمبر 2007م الموافق 01 ذي القعدة 1428هـ
