العدد 1893 - الأحد 11 نوفمبر 2007م الموافق 01 ذي القعدة 1428هـ

توجيهات لحكومة البحرين!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

منتصف الأسبوع الماضي، فتحنا أعيننا على «توجيهاتٍ» لرئيس تحرير صحيفة محلية لرؤساء تحرير أعرق الصحف البريطانية، «الغارديان» و«الاندبندنت» و«التايمز» و«الديلي تلغراف»، بشأن الأشخاص الذين ينتدبونهم إلى البحرين للكتابة عنها. أما مطلع هذا الأسبوع، فقرأنا ما كتبه أحد الكتاب في الخارج من «توجيهات» سامية موجهة إلى حكومة البحرين بشأن الموضوع ذاته!

الكاتب المذكور لم يكتفِ بإصدار حكم نهائي بأن صدقية الصحف البريطانية -خلاص - أصبحت على المحك، بل أجاز لنفسه وضع القواعد التي يجب على الحكومة أن تتبعها إذا فكّرت باستضافة الصحافيين في الجولات المقبلة.

الخطة التي وضعها سيادته (متخرّش الميّه)، وهو يسوقها على هيئة دروسٍ للحكومة، وتنم عن خبرةٍ طويلةٍ في ترتيب أنشطة العلاقات العامة وإدارة «مراكز الأبحاث» الخارجية التي تبيع الدراسات والمقالات بالكيلو، وحسب طلبيات الزبائن.

أول الدروس والقواعد الذهبية: أن تكون هناك «مناسبة معينة» تبرّر الزيارة وتزكّيها، فالرجل يخاف على موازنة الدولة، وحريصٌ جدا على سياسة الترشيد، فلا يجوز دعوة صحافي لزيارة بلدنا من دون وجود مناسبة، فهناك مصاريف كثيرة ومستحقات، من سكنٍ بفنادق الخمس نجوم، ومصاريف جيب وإكراميات ومواصلات وتذاكر سفر...إلخ.

القاعدة الذهبية الثانية: أن يكون لكل زيارة هدفٌ محددٌ لدى الجهة المنظمة، يرسم مسارها وتفاعلاتها، ووضع خط فاصل بين هذا المسار و«التجوال المرسل»! ويستدرك كمن لدغته حيّةٌ قائلا: «ولا يعني ذلك بداهة محاولة تطويع الزيارة ومصادرة حرية الصحافي»! وهو استدراك خاطئ تماما، فعلى أيّ أساس يصدر هذه الفتوى؟ ومن الذي قال له إنه لا يجوز «تطويع» مثل هذه الزيارات؟

القاعدة الثالثة: وفي سياق سلسلة الدروس هناك أولويات ينبغي تأكيدها، بدءا بلقاء للمسئولين، وماهية الأسئلة التي سيوجهها الوفد لهم، ويجب أن يكون هناك اتفاقٌ مسبقٌ بشأن الشكل الاجرائي: أسئلة مكتوبة أم إجابات سردية. كما أن هناك أولوية خاصة بالسيرة الذاتية للصحافيين المدعوين، توجب التحرّي والتركيز على موضوعية الصحافي السياسية وصدقيته المهنية... إلخ. وكلمة (إلخ) وعبارة (ضمن أشياء أخرى)، تعنيان أن هناك شروطا أخرى يجب توافرها قبل استضافة الصحافيين، نتمنى أن يتحفنا الكاتب الخبير بإيرادها مفصلة في مقال ثانٍ، لينوّرنا ويسدّد خطانا نحو أفضل الطرق، ولتستفيد منها الجهات المضيفة. فلابد من التدقيق لمعرفة مذهبه، بروتستانتيا أو كاثوليكيا، وهل هو من الجنس الآري أو الانجلوساكسوني، أو من قبيلة الغال أو «الفايكنغ»، وأنتم تعرفون أن «الفايكنغ» الملاعين معادون للعرب والمسلمين منذ أيام الرحالة ابن فضلان!

وفي رؤية مستقبلية، يضيف الخبير درسا آخر للحكومة، بضرورة الاهتمام بمستويات التأهيل للعاملين في سفاراتنا بالخارج، الذين يضطلعون بمهام الإعداد لهذه الزيارات. وبما أن الزيارة خلّفت وراءها آثارا «معينة»، إلا أنها «تركت بابا مفتوحا لقراءةٍ تسوّق دروسا واقتراحات». وبما أن الخبير تطوّع لتقديم هذه الدروس القيّمة النافعة بإذن الله، أفلا يستحق على الأقل كلمة شكر على هذه المبادرة الطيبة؟

صادوه!

يا الله! ما نقدر! افتتاحيات «خاش باش» قلنا (أوكي)! مقالات (أم عشرين دينار) قلنا بعد أوكي! لكن أن تصل اللزوجة إلى هذه الدرجة من الوقاحة فغير معقول! دروس وتوجيهات إلى الحكومة، ووضع قواعد إجرائية لمقابلة الصحافيين الأجانب... فـ (Tooooo much).

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1893 - الأحد 11 نوفمبر 2007م الموافق 01 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً