العدد 1893 - الأحد 11 نوفمبر 2007م الموافق 01 ذي القعدة 1428هـ

«الوفاق» التي لن تصل

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

إن أي خطاب سياسي ما هو بالضرورة صناعة مكتملة، هذه الصناعة تشمل تحقيق مستوى مشترك من الفهم لما مضى من حوادث، وتعريف ما يحدث الآن، وتوقع ما سيحدث. وأولا وأخيرا، من المنطقي والضروري معا، أن يسعى الخطاب السياسي لأي مؤسسة أن يعقد شراكة اجتماعية من نوع ما نحو تحقيق ما تتطلع له المؤسسة السياسية بصفتها ممثلا للمجتمع.

من هذه المقدمة، حاول أن تجمع ما تبثه/ تطلقه/ تبشر به/ تدعو له جمعية الوفاق عبر خطابها السياسي/ الديني/ الديني السياسي، سواء عبر تصريحات ممثليها في الجمعية وأمينها العام ونوابها في المجلس النيابي، وأخيرا، عبر قنوات قياداتها الدينية. الذي كان واضحا، بالنسبة إلى على الأقل، أن هذا الخطاب لا يحمل في مضامينه أي من المفردات التي تتطلبها صناعة الخطاب السياسي المكتمل، أو الموجود أصلا.

قد يعتقد البعض - وله الحق في هذا الاعتقاد - أن مجمل الخطوط العليا للتشكيل الاجتماعي، تمثل في حقيقتها تكونا سياسيا ما، وعليه، فإن الوفاق التي تحدد من معايير دينية عليا سياستها وأهدافها هي منظومة سياسية مكتملة النمو والنشأة وأن برنامجها هو برنامج الدين/ الإسلام/ المرجعية/ الحق، إلا أن الذي قد يغفله/ لا يتنبه له مثل هذا الاعتقاد التوفيقي، هو أن التاريخ السياسي لم يعترف يوما بالطوباويات كآلة قادرة على صناعة التجمعات والأحزاب السياسية الناجعة، أما الأهم من ذلك، هو أن هذه الأمثلة العليا نفسها/ الأهداف الربانية/ الالتزام الديني/ التمسك بخط العلماء قد أفرزت تشكلات أخرى تحمل الأهداف والتلطعات نفسها. وإلا كيف يمكن لأتباع هذا الخط السياسي أن يفهموا التشكلات المقارنة (حركة حق/ الشيخ محمد سند) على الأقل.

الخطاب السياسي في الوفاق، هو خطاب مبتور عن جمهوره، والجمهور هنا ليس (البحرينيين) كافة، فالواجب على الوفاق في تشكلها السياسي هو أن تتوافق مع جماهيرها خصوصا قبل أن تتوافق مع البحرينيين كافة. أقل دلالات هذا البتر هو امتعاض/ يأس/ فقدان الثقة من الجماهير للوفاق ونوابها، وإن كان الوفاقيون يعتقدون أن نجاحهم في الانتخابات كان نجاحا سياسيا فعليهم أن يعيدوا حساباتهم، الذي حدث كان ببساطة أداء لواجب ديني لا أقل ولا أكثر. كانت الأمور واضحة، صوتوا للقائمة الإيمانية، فصوت الناس للمؤمنين!

الوفاقيون أيضا، لا يعرفون جماهيرهم، لمشكلتين، الأولى منهجية، فالجمهور جهلة (عامة) تتبع (الخاصة). والثانية، أن البنية التكوينية للجمعية عبر فاعلية مجلس شورى الوفاق ضربت أكثر من مرة، بأكثر من معول. فلم يتبقى شيء.

فاصلان إذا، الأول، فاصل بين الوفاق وأن تكون تكونا سياسيا حقيقا. والثاني، بين الوفاق وجمهورها وتكونها البنائي المشروخ. السؤال، ماذا تمثل الوفاق؟ وأين تريد أن تصل؟، الوفاقيون أنفسهم لا يملكون إجابة.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1893 - الأحد 11 نوفمبر 2007م الموافق 01 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً