العدد 1893 - الأحد 11 نوفمبر 2007م الموافق 01 ذي القعدة 1428هـ

التنافسية البحرينية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

أصدر المنتدى الاقتصادي العالمي (منتدى دافوس) في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2007 «تقرير التنافسية العالمية 2007 - 2008» اشتمل على تقييمات للمستويات التنافسـية لـ 131 بلدا في أنحاء العالم وجاءت الولايات المتحدة الأميركية في صدارة التصنيف العام، تليها سويسرا، الدنمارك، السويد، ألمانيا، فنلندا، وسنغافورة. وعلى المستوى العربي حصلت الكويت على المرتبة الأولى عربيا والـ (30) عالميا، وجاءت قطر في المرتبة الـ (31) تلتها تونس في المرتبة الـ (32) ثم المملكة العربية السعودية التي حصلت على المرتبة الـ (35). أما الإمارات فقد حصلت على المرتبة (37) تبعتها عُمان بخمس مراتب حيث حصلت على المرتبة الـ (42) ثم البحرين في الـ (43) فالأردن الذي حصل على المرتبة الـ (49).

القدرة التنافسية تعني قدرة المواطنين في بلد ما، وبشكل جماعي، على تحقيق مستويات معيشة عالية، تضاهي الدول الأخرى ذات القدرات المماثلة. ويعتبر عامل «الإنتاجية» من أهم عوامل القدرة التنافسية لأية أمة، ومستوى المعيشة لجميع المواطنين لا يمكن أن يتحقق أو يستمر على مستواه المميز إلا استمرت التحسينات الإنتاجية، التي من خلالها تتمكن الشركات الوطنية من اختراق الأسواق العالمية عن طريق التصدير أو جذب الاستثمار الأجنبي المباشر.

وللتوضيح فإنّ علماء الإدارة عادة يشيرون إلى مَثَلٍ، وهذا المَثَل استخدمه حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في كتابه «رؤيتي»، وهو يتحدث عن الأسد والغزال في الغابة... ففي صبيحة كلِّ يومٍ يستيقظ الغزال وهو يعلم أنه إذا أراد أن يستمر في الحياة فإنّ عليه أن يركض بسرعةٍ تفوق أسرع الأسود... ويستيقظ الأسد وهو يعلم بأنّ عليه أن يركض بسرعةٍ تفوق (على الأقل) أقلَّ الغزلان بطئا. والقدرة التنافسية هنا للغزال وللأسد متساويتان في المعنى، على رغم أنّ الحيوانين مختلفان في البنية الجسدية.

ونلاحظ أنه وعلى رغم توافر أموال النفط في منطقتنا، فإنّ أكثر بلد عربي صعد في سلم التنافسية هذا العام هو الكويت، ولكن موقع الكويت كان في آخر قائمة أهم ثلاثين بلدا. أمّا البحرين فقد احتلت آخر مرتبة بين دول التعاون على رغم أنّ جهود الإصلاح لتنويع مصادر الدخل كانت قد بدأت قبل الدول الأخرى، ولكننا يبدو أننا مازلنا بعيدين عن تحقيق مستوى أعلى من الإنتاجية (وهي مثل الركض في مثال الأسد والغزال)... إنّ أمامنا فرصة للصعود بمستوى المعيشة من خلال استثمار الفرصة التي أتاحتها لنا العائدات النفطية المرتفعة لإجراء الإصلاحات المؤسسية الضرورية (إزالة البيروقراطية وتطبيق القانون العادل والسريع على الجميع من دون استثناءات واعتماد مبدأ الكفاءة والمواطنة بدلا من المحسوبية والطائفية... إلخ)، وتخطيط وتنفيذ بنية تحتية متطورة، والصعود بمستويات التعليم الأساسي والتعليم العالي والتدريب، وإصلاح سوق العمل مع ضمان جودة بيئة الأعمال... الخ. منتدى «الوسط» عن التنافسية - الذي نُشر أمس ويستمر اليوم - يعالج بعضا من تلك المحاور المهمة.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1893 - الأحد 11 نوفمبر 2007م الموافق 01 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً