العدد 2276 - الجمعة 28 نوفمبر 2008م الموافق 29 ذي القعدة 1429هـ

الجودر: تفجيرات مومبي صورة للإجرام والإرهاب

استنكر الاعتداء على صبي الرفاع مطالبا بفضح الجناة وتقديمهم للقضاء //البحرين

الوسط - محرر الشئون المحلية 

28 نوفمبر 2008

قال خطيب جامع الخير بقلالي الشيخ صلاح الجودر في خطبته أمس (الجمعة) إن أعمال القتل والتدمير والتخريب والترويع التي طالت الأبرياء والآمنين سياحا كانوا أو مواطنين في العاصمة التجارية للهند (مومبي)، أعمال لا تحمل إلا صورة واحدة، هي صورة الإجرام والإرهاب.

وأضاف وإلا ماذا يسمى قتل الأبرياء، وتدمير الممتلكات، وترويع الآمنين، واحتجاز السياح، وضرب الاقتصاد، القتلى بلغوا المئة والعشرين وأكثر، والجرحى بالمئات، أحداث مأساوية، وأعمال وحشية تنقلها شاشات التلفزة ومواقع الانترنت.

وبين الجودر في خطبته أن دين الإسلام يبني ولا يهدم، يجمع ولا يفرق، يعز ولا يهين، واضح المعالم، صافي المشارب، نقي الفكر، فهو دين الاعتدال والوسطية، لا يدعو إلى الغلو والتطرف والتنطع ولا ينادي بالتفريط والتهاون، (...) مفيدا أن ما يحدث في العالم من إرهاب وتخريب وتدمير وعنف ما هو إلا صفات أهل الشر والنفوس المريضة، والإسلام والمسلمين منها براء. وقال الجودر، كما هو معهود في كل حادثة إرهابية من محاولة إلصاق التهمة بالإسلام والمسلمين، فقد خرجت علينا جماعة تدعي الإسلام زورا وبهتانا من أجل إلصاق التهمة بالمسلمين، جماعة غير معروفة تدعى جماعة «ديكان مجاهدين» وتعني باللغة المحلية «مجاهدي الجنوب» فترسل رسالة إلكترونية تزعم أنها وراء تلك الأحداث، أي جهاد هذا الذي يروع الآمنين؟!، أي جهاد هذا الذي يسفك الدماء المعصومة؟!، أي جهاد هذا الذي يشوه صورة الإسلام وأهله؟!، إنها مؤامرة كبرى بعد المؤامرة الأولى التي وقعت في الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001م والتي مازلنا نتجرع آلامها ومعاناتها.

وذكر أن الأحداث التي تشهدها الهند هذه الأيام لم تكن محض الصدفة، ولكنها جاءت بخبث ودهاء كبير، وإلا لماذا جاءت في الوقت الذي يشهد تطور العلاقات بين الهند وباكستان؟، وفي تحسن العلاقات بين دول المنطقة؟. لنعلم جميعا أن سكوتنا أو تجاهلنا أو تبريرنا لهذه الأعمال هو سكوت على الباطل، لذلك يجب رفض الأعمال الإرهابية من أية جهة كانت، وفي أية دولة كانت، ويجب التضامن مع دول العالم لاجتثاث هذا الداء، ولنعلم كذلك أن أساليب العنف والإرهاب والتدمير لا تحرر شعبا، ولا تنصر قضية، ولا تعيد حقّا، فالعنف والإرهاب والتدمير لا يمكن أن يكون قانونا بين البشر، ولا عرفا بين الناس، فضلا عن أن يكون دينا أو عقيدة، فالعنف والتخريب والإرهاب لا يعرف وطنا ولا جنسا، ولا مكانا أو زمانا، لذلك فإن المشاعر البشرية السوية تلتقي على استنكاره ورفضه، ومحاربته والبراءة من أصحابه.

من جهة أخرى تطرق الجودر إلى واقعتين وقعتا هذا الأسبوع تمسان الأمن والاستقرار في هذا الوطن، «الأمر الذي يستوجب منا وقفة صادقة ضد من يقوم بتلك الأعمال وفضحه وتقديمه إلى القضاء، الأول الاعتداء السافر على صبي بريء من قبل أربعة ذئاب بشرية، ذئاب نزعت من قلوبهم الرحمة والشفقة، والحادثة الثانية هي البلاغ الكاذب الذي تعرضت له شركة طيران الخليج أمس الأول (عن وجود قنبلة) والذي يحمل ملامح الإرهاب وزعزعة الأمن ونشر الخوف والرعب بين أبناء هذا الوطن، لذلك فإننا نشجب وندين ونستنكر كل الأعمال الإجرامية والإرهابية التي تنال من أمن واستقرار الآمنين».

وتطرق الجودر في خطبته إلى فضائل العشر من ذي الحجة، فقال: عباد الله، ونحن في الأشهر الحرم فإن من فضائل العشر من ذي الحجة أن الله تعالى قرنها بأفضل الأوقات، فقد قرنها بالفجر وبالشفع والوتر وبالليل. وأن الله تعالى أكمل في يوم عرفة الدين وأتم النعمة، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة، وقد قال (ص): «وخير ما قلت أنا والنبيون قبلي: لا إله إلا الله»، وفي الحديث: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة»، قال حبر من أحبار اليهود لعمر (رض): «آية في كتابكم، لو نزلت علينا-معشر اليهود- اتخذنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه عيدا: (اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلامَ دينا) المائدة:3]، قال عمر: (إني أعلم متى نزلت، وأين نزلت. نزلت يوم عرفة، في يوم جمعة). ومن فضائلها أنها أفضل أيام السنة والعمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى لقول النبي (ص): (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى من هذه الأيام) يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟! قال: (ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)».

وذكر الجودر أن من فضائل العشر من ذي الحجة أن فيها يوم النحر كما في الحديث: (أفضل الأيام يوم النحر)، فينبغي للمسلم إذا دخلت عليه العشر وهو يريد أن يضحي ألا يأخذ من شعره ولا بشرته ولا من أظفاره شيئا، هكذا جاء الحديث عن رسول الله، والأضحية الواحدة تجزئ عن الأسرة، فيأكل منها ويخرج إلى الأهل والجيران، وتأملوا معي – إن شئتم - في سيرة أسلافكم وكيف أنهم كانوا يستعدون من بداية الشهر بشراء الأضحية وربطها عند البيت إظهارا للسنة واقتداء بهدي النبي المصطفى، ويقوم صاحبها بذبحها فإن لم يستطع أوكل غيره، ثم يقوم بتقطيعها وتوزيعها ويبقي شيئا لأهله، هذه السنة صورة من صور التكامل الاجتماعي في هذا الدين العظيم. فدونكم فضائل العشر من ذي الحجة فاغتنموها، وحافظوا على أمنكم واستقراركم ووحدتكم والتعايش، واتصفوا بصفات المؤمنين والمتقين وأولي الألباب وعباد الرحمن

العدد 2276 - الجمعة 28 نوفمبر 2008م الموافق 29 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً