تصادف أن أصابه ألم في المعدة مصحوبا بعوارض أخرى تطورت إلى احتقان في البلاعيم وارتفاع في درجة حرارة جسمه... تناول «بنادول» بانتظام ليوم واحد ولكنه لم يحل دون احتقان بلاعيمه. في اليوم الثاني قرر زيارة المركز الصحي الذي لطالما كره ذكره وعد زيارته «بلا فائدة»، لكن ما الحيلة والراتب لا يسع لمراجعة الطب الخاص؟
ذهب آملا أن يخيب ظنه هذه المرة. قطع موعدا وذهب بـ «روشتة» الدواء إلى الغرفة المعنية، ليقابله الطبيب الذي كان مشغولا بمكالمة هاتفية «انتظر لحين وصول ملفك». انتظر لأكثر من نصف ساعة والطبيب «فاضي» ينتظر الملف! دخل أخيرا فبادره الطبيب بالسؤال عما يشكو منه، فأجابه. الطبيب آثر الصمت واكتفى بكتابة وصفة الدواء ودفع بها إليه في إشارة إلى أن العلاج انتهى فاخرج يا هذا... صاحبنا أصر إلا أن يعرف سبب آلام المعدة تحديدا وما إذا كانت هناك نوعية طعام لا تناسبه وعليه تجنبها أو عادة معينة عليه التخلي عنها، إلا أن طبيبنا الفاضل ظل متمسكا بمبدأ «خير الكلام ما قل ودل» واجدا في عبارة «هتبقى كويس إن شاء الله» جوابا لكل استفسار.
ذهب صاحبنا إلى الصيدلية لصرف الدواء ففوجئ بأقراص لتخفيف ألم المعدة، وطبعا أقراص «البندول» المعتادة عند اللزوم... ومازال صاحبنا يعاني الاثنين المعدة والبلاعيم! وعلى رأسهما ازدادت فكرة «زيارة بلا فائدة» رسوخا في ذهنه، وقرر مع استمرار حال جيبه «الكسيفة» أن يبتاع جميع أنواع «البندول» ويعالج نفسه بنفسه، و«الله يجازي اللي كان السبب».
إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"العدد 1892 - السبت 10 نوفمبر 2007م الموافق 29 شوال 1428هـ