تتواصل تداعيات الإضراب الذي قام به العمال في موقع بناء أكبر بناية في العالم وهي برج دبي برفض المحتجين الرجوع إلى العمل ما لم تتم الاستجابة لمطالبهم بزيادة رواتبهم.

وحينما نتكلم عن العمالة الأجنبية في دولة الإمارات فنحن نتكلم هنا عما يربو على 2,7 مليون عامل (العام 2005) يشكلون النسبة العظمى من اليد العاملة المحلية.

وبحسب معلومات وزارة العمل (للعام 2005) فهناك نصف مليون عامل إنشاء، ومن البديهي القول إنّ هؤلاء العمال سينتشرون للسكن في الإمارات المختلفة بشكل أفقي، ولن يتكدسوا في إمارة دبي وحدها، وعندما نعرف أنّ معدل أجور عمّال الإنشاء 550 درهما للعامل غير الماهر، و 1000 درهم للعامل المحترف، فبوسعنا أن نتصور الحال المزرية التي يعيش فيها مثل هؤلاء العمال.

وقبل تناول قضية العمال وإضرابهم يستحق الأمر إلقاء نظرة على أرقام برج دبي. فبرج دبي هو ناطحة سحاب قيد الإنشاء في مدينة دبي، وهو في هذه اللحظة أطول بناء قائم في العالم. بدأ العمل فيه في يناير/كانون الثاني 2004، وتبلغ كلفته ما يقارب مليار دولار أميركي، ويتوقع الانتهاء منه في العام 2009. وستكون المساحة الإجمالية 4000000 متر مربع وسيضم 37 طابقا تضم 403 أجنحة فندقية.

يرتفع البرج بسرعة طابق كل 3 أيام (تقريبا)، وسيشكل البناء الرئيسي في مشروع عمراني ضخم بقيمة 20 مليار دولار يتوقع أن يغير ملامح المدينة. وأوضح المدير التنفيذي في الشركة الإمارتية التي تنفذ المشروع روبرت بوث أنه سيتم استخدام المبنى لأغراض متعددة، وسيضم محلات تجارية وأماكن للترفيه وفندقا ومباني سكنية وأجنحة خاصة للمؤسسات وحديقة بانورامية.

تفوق برج دبي في ارتفاعه على عدد من الصروح المعمارية الكبرى، ومنها أبراج بتروناس في ماليزيا (452 مترا)، وبرج سيرز في شيكاغو (422 مترا)، ومبنى جين ماو في شنغهاي (421 مترا) ومبنى إمباير ستيت في نيويورك (381 مترا).

سيتطلب البرج في أوقات الذروة حوالي 10 آلاف طن من التبريد في الساعة، أي ما يعادل طاقة التبريد الناتجة عن ذوبان 10 آلاف طن من الجليد المنصهر في اليوم الواحد، وستصل استطاعة مصعد الخدمة/ الحريق إلى 5500 كيلوغرام وسيكون أعلى مصعد للخدمة في العالم. سيكون برج دبي أول برج شاهق مزود بمصاعد مبرمجة تسمح بعمليات الإخلاء المنظم في حالات الحريق أو دواعي السلامة الأخرى. وستكون سرعة هذه المصاعد 10 أمتار في الثانية. وستؤدي رطوبة الهواء الخارجي الحار وعمليات التبريد الخاصة بالبرج إلى تجمع كمية كبيرة من الرطوبة المتكثفة من الهواء.

وسيتم جمع هذه المياه المتكثفة والتخلص منها عبر نظام أنابيب مستقل يصب في خزان موجود في المستوى السفلي الذي يضم موقف السيارات. وستضخ المياه المتجمعة للاستفادة منها في نظام الري الخاص بالحدائق والمسطحات الخضراء المحيطة بالبرج.

وسيوفر هذا النظام حوالي 15 مليون غالون من المياه سنويّا، أي ما يملأ حوالي 20 حوض سباحة من القياس الأولمبي.

تبلغ كمية القضبان الفولاذية المستخدمة في تسليح البرج 31،400 طن متري، ولو وضعناها بجانب بعضها بعضا فستمتد لمسافة تعادل ربع محيط الكرة الأرضية. كما تعادل المساحة الإجمالية لسطح البرج الخارجي مساحة 17 ملعبا لكرة القدم.

يتكون نظام تنظيف النوافذ وصيانة واجهة البرج من 3 رافعات مثبتة على سكك في المستويات العليا للبرج. ويستطيع كل من الأقفاص التي تحمل عمال التنظيف تغطية إحدى الواجهات بكاملها من مقر الرافعة في الأعلى إلى المستوى السابع. ويبلغ مدى ذراع الرافعة 36 مترا في حين يصل طول الذراع الإجمالي إلى 45 مترا. أما حين تكون الرافعة مخبأة في مقرها فيبلغ طول الذراع 15 مترا.

تقدر حاجة البرج من الكهرباء في أوقات الذرة بحوالي 36 كيلو فولت أمبير، أي ما يعادل قوة 360 ألف مصباح 100 واط تعمل جميعها في الوقت ذاته.